فيما تشهد أسعار الملابس ولوازم الحلويات ارتفاعا “صاروخيا”
أميرة سكيكدي
تشهد عديد الفضاءات التجارية عشية عيد الفطر المبارك إقبالا منقطع النظير للمواطنين لاقتناء الألبسة ومستلزمات صنع الحلويات مما خلف حالة من الازدحام وصعوبة كبيرة في حركة السير سواء في الفترة الصباحية أو خلال فترة ما بعد الإفطار، فيما شهدت الأسعار ارتفاعا “صاروخيا” اعتبرها الكثيرون ضربا من الخيال.
تسجل بلدية عاصمة الولاية والبوني خلال هذه الأيام اقبالا منقطع النظير على طاولات بيع الألبسة التي ازداد نشاطها بشكل غير معقول يثير الاستغراب حول سماح السلطات المعنية بمثل هذه الممارسات التي اكتسحت الطرقات والأرصفة، حيث يشهد نهج ابن خلدون، محيط ساحة الثورة ومحور دوران الحطاب ومسجد الرحمان ببلدية عاصمة الولاية إلى جانب الساحة المركزية والطريق المؤدي إلى بوزعرورة ببلدية البوني التي تحولت الى سوق فوضوي قائم بذاته، انتشارا مسبوقا خلال هذه الأيام الذين يعرضون سلعهم منذ الساعات الأولى من الصباح الى ساعات متأخرة من الليل وسط فوضى كبيرة.
ولعل أبرز الأسباب التي جعلت هذه التجارة تستفحل بهذا الشكل هو توافد العائلات متوسطة الدخل والمحدود عليها لاقتناء ما يلزمها من ألبسة بسبب أسعارها المنخفضة نوعا ما مقارنة بما هو معروض بالمحلات التجارية التي أصبحت حكرا على أصحاب الدخل الجيد، أين أكد المواطنون أن السلع المعروضة لدى هؤلاء الباعة زهيدة وفي متناول ميزانياتهم، خاصة ألبسة الأطفال، حتى وإن كانت النوعية أقل جودة أمام الغلاء الفاحش المسجل في المحلات التجارية، لكن ذلك يفرض من جهة أخرى تدخل الجهات المعنية من مديرية التجارة وغيرها لتنظيم السوق والحد من الفوضى المنتشرة التي تسببت في ازدحام مروري كبير أعاق سير وتنقل المواطنين.
ملابس الميزان قبلة أصحاب الدخل المحدود
انتعشت تجارة الملابس بالميزان هي الأخرى بشكل كبير خلال هذه الفترة حيث شهدت هي الأخرى توافدا كبيرا، حيث لجأت العديد من العائلات الى شراء ملابس العيد من محلات البيع بالميزان كونها أقل تكلفة من المحلات التجارية التي سجلت غلاءا فاحشا في أسعار الملابس خاصة ملابس الأطفال تزامنا مع اقتراب عيد الفطر المبارك لاسيما في ظل تدهور القدرة الشرائية وموجة الغلاء التي مست عديد المنتوجات الأخرى.
أين أكد المواطنون الذين التقت بهم “الصريح” على أن الغلاء بات يشكل هاجسا حقيقيا لهم خاصة أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاساسية أثر كثيرا عليهم منذ بداية شهر رمضان الفضيل، لتضاعف أسعار ألبسة الأطفال لهذه السنة من معاناتهم، خاصة وأن سعر بدلة الأطفال الرضع لا تقل عن سعر 5000 دج، أما بدلة الأطفال من سن 5 سنوات فما فوق فقد تجاوز سعرها الـ 8000 دج لتصل إلى أكثر من 10 آلاف دج، ليجدوا ضالتهم في هذه المحلات التي اعتبروها كحل بديل لاقتناء الألبسة بأسعار مناسبة لا تحرم أبناءهم من فرحة العيد.
غلاء الأسعار يطال لوازم الحلويات
سجلت أسعار مستلزمات صنع الحلويات عشية عيد الفطر بمختلف الفضاءات التجارية ارتفاعا بنسبة 30 بالمائة، دفعت بالكثير من العائلات إلى التفكير في التوجه لإعداد الحلويات الاقتصادية والجافة فيما لجأت أخرى إلى اقتناء المنكهات الاصطناعية التي تحذر منظمة حماية المستهلك “أبوس” وعديد الجهات من استخدامها لخطورتها على صحة الانسان
قامت “الصريح” بجولة استطلاعية بعدة محلات لبيع مستلزمات الحلويات، أين وقفت على أسعارها التي سجلت قفزة خلال هذه الفترة التي تقبل فيها ربات البيوت على صنع الحلويات قبيل عيد الفطر الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، حيث سجلت المواد التي تدخل في صناعة الحلويات على غرار مادة السمن، المارغرين، الشوكولاطة وغيرها ارتفاعا بزيادة تراوحت ما بين 20 إلى 50 دينار على الأقل.
كما عرفت أسعار المكسرات هي الأخرى ارتفاعا فاحشا دفع بالكثير من ربات البيوت الى التفكير في التقليص من أنواع الحلويات التي تعودن على تحضيرها سابقا أو إلغاء الفكرة تماما لدى بعضهن ممن لا تساعدهن ظروفهن المادية، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من الفول السوداني ما بين 600 إلى 700 دينار، واللوز بـ 1800 والجوز بـ 1400 دينار، فيما تراوح ثمن الكيلوغرام من مادة “الغرس” ما بين 240 و300 دج، وهي الزيادات التي بررها التجار بارتفاعها على مستوى محلات الجملة والتي أثرت بطريقة مباشرة على أسواق التجزئة المضطرين -حسبه- إلى رفع اسعارها، مضيفين أن الأمر تسبب في خسائر كبيرة لهم خاصة بعد عزوف بعض المواطنين عن شراء هذه المواد أمام الزيادة التي وصفوها بغير المبررة.
وفي ذات السياق، التقت “الصريح” بالمواطنين الذين أبدوا استياءهم وتذمرهم الشديد من الارتفاعات الخيالية التي مست مختلف مكونات الحلويات، مبدين تأسفهم الشديد من الواقع المعاش خاصة أمام تدهور القدرة الشرائية، حيث دفع الغلاء المسجل العديد منهم إلى الاستعانة بالملونات والنكهات الاصطناعية كنكهة الجوز واللوز في تحضير حلويات العيد التي فقدت ذوقها الأصيل حسب تقاليد صنعها لتعويض غلاء المكسرات الباهظة، فيما لجأ آخرون إلى البحث عن وصفات اقتصادية وجافة لإعداد الحلوى من أجل أحياء عادات عيد الفطر، في حين تخلت بعض العائلات عن صناعة الحلويات نظرا لعجزها عن تغطية تكاليف مكوناتها.
وفي الصدد ذاته، حذرت منظمة حماية المستهلك “أبوس” المواطنين من استخدام المنكهات والملونات الاصطناعية في صناعة الحلويات لتعويض مذاق المكسرات وغيرها كون معظمها مواد خطيرة على الصحة، حيث أكدت رئيسة المكتب الولائي لمنظمة حماية المستهلك، هاجر بورحايل، على ضرورة تجنب المواطنين لاستخدام هذه المواد الخطيرة التي غالبا ما يلجؤون إليها لتعويض مذاق بعض المستلزمات لاسيما المكسرات خاصة وأنها لا تحتوي على الوسم الغذائي وتباع في الأسواق الفوضوية وعلى الأرصفة، واستخدام الملونات الطبيعية بدلا من ذلك.