إن توجيه رئاسة الجمهورية دعوة فاضلة لرؤساء المؤسسات الإعلامية، بما فيها المؤسسات التي تسمى بمؤسسات الهامش لتواجدها خارج العاصمة، تعتبر خطوة لها الكثير من الرمزية، وتدل في أبعادها على اهتمام مؤسسة الرئاسة ببناء علاقة قوية مع الأسرة الإعلامية الوطنية بشقيها الخاص والعام، خاصة أن ما فعله الرئيس تبون يعد سابقة -على علمي- لم يفعلها من سبقوه في قصر المرادية، وهي خطوة من الخطوات التي خطتها الجزائر الجديدة من أجل إصلاح شامل لقطاع الإعلام الذي كان آخر ثماره قانون الإعلام الجديد، والذي جاء ليعيد المهنة إلى أصحابها بعد أن هيمن عليها لسنوات طويلة الدخلاء والانتهازيون وأرباب المال والأعمال.
وكان من مزاياه أيضا تحديد صفة وشروط الصحفي المحترف وطبيعة مهامه ليغلق الباب أمام المتسللين لهذه المهنة بعد أن أصبحت مهنة لمن لا مهنة له! إلى درجة أصبح فيها صاحب سجل تجاري يمتلك خانة لبيع البطاطا في أحد الأسواق مع احترامي للخضارين وكل أصحاب المهن الأخرى يستعمل أكثر من ميكروفون لأكثر من قناة، ويستعملها للابتزاز والهيمنة والترهيب والترغيب، خاصة للمسؤولين المحليين في الولايات. ونأمل كمهنيين أن يعالج المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات المهنة الذي يرتقب أن تعود إليه مسؤولية الضبط والتدخل وإعداد ميثاق يقتدى به للارتقاء إلى ممارسة إعلامية مسؤولة، ويساهم في ترقية الضبط الذاتي وفق ما أكده وزير القطاع في وقت سابق.
وفي الأخير، والأسرة الإعلامية تحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق لـ 3 ماي، نقول للأسرة الإعلامية المحترفة « كل عام وأنتم بخير، وكان الله في عونكم، ورزقكم الصبر للتغلب على مصاعب مهنة المتاعب ».