عبد المالك باباأحمد
انتقل أول أمس، المغني الشعبي، حسان داود إلى رحمة ربه، تاركا وراءه إرثا موسيقيا ثريا، ومسيرة حافلة بالإبداع والتميز “رغما عن أنف التهميش” والظروف الصعبة التي كان يعيشها.
وتكريما لروح الفقيد، أجرت “الصريح” مجموعة من الحوارات مع بعض الفنانين الذين عملوا معه منذ أزيد من عقدين من الزمن، بالإضافة إلى بعض أصدقائه من متذوقي الفن الشعبي الأصيل، منهم عازف الإيقاع، عمراني رؤوف، الذي عمل مع الشيح حسان داود منذ أكثر من 25 سنة، وقال فيه: ” كان المرحوم شخصا طيبا محترما، وهذه شهادة نابعة من القلب لا لأنه ميت بل لأنه كان رجلا حقيقيا، كانت لحسان داود إمكانيات كبيرة خاصة من ناحية الصوت، وكان بإمكانه أن يكون من أبرز شيوخ الجزائر لولا الوضعية المتعفنة في عنابة، الرجل الآن ميت وكل ما يمكننا فعله هو الدعاء له والمطالبة بالتكفل بابنتيه اليتيمتين” كما أكد ذات المتحدث أن الشيخ كان له أسلوبه الخاص وجمهوره الذي يحبه ويحترمه، بل ويقطع المسافات البعيدة من أجل حضور حفلاته.
أما الشيخ إبراهيم حجاج، الذي تربطه علاقة بالمرحوم منذ لقائهما في مهرجان بتمنراست، قال: ” كانت تربطني علاقة طيبة بالمرحوم، للرجل أسلوبه الخاص، وله العديد من الأغاني الناجحة، فقد ترك العديد من الأغاني الشعبية التي نالت شهرة واسعة، خاصة أداءه لقصيدة “العلاء”، ولعل أهم الأسباب التي منعته من الوصول لمكانته الحقيقية هو تهميشه، كما نود أن نرفع صوتنا للدولة والجهات المعنية من هذا المنبر، خاصة فيما يتعلق بابنتي الفقيد، وضرورة التكفل بهما على وجه السرعة”
وفي ذات الصدد أكد صديقه، جمال بوكارين على “ضرورة التكفل باليتيمتين اللتين تركهما المرحوم خلفه، وأن مسؤوليتهما الآن تقع على عاتق الجهات المعنية خاصة وزارة الثقافة، فقد خدم الراحل الفن عمره كاملا”، كما أشار أيضا إلى أخلاق حسان داود الرفيعة، وأسلوبه المحترم في التعامل مع أصدقائه وجمهوره.
ومن جهته، أكد عازف الإيقاع، حمادة رفيق، الذي كان يعمل معه على أن “المرحوم كان خيّرا فالأعراس التي أحياها دون مقابل تفوق الأخرى التي تلقى عليها أجورا زهيدة لقاء جهوده في إفراح الأسر العنابية خلال المناسبات، ومن جهته طالب ذات المتحدث بضرورة التكفل بأسرة حسان داود، خاصة وأنه ترك ابنتين وحيدتين، دون سند مالي أو أجرة تكفل لهما حياة كريمة، فهل سيتحرك المسؤولون على قطاع الثقافة للتكفل بهما؟