الروائي فيصل الأحمر لـ “الصريح”: “حديثي عن كارل ماركس وعن روسيا مرتبط باللحظة الراهنة”

 

عبد المالك باباأحمد

قال الروائي والناقد الأكاديمي، فيصل الأحمر لـ “الصريح” أن روايته الجديدة الموسومة بـ: “العشاء الأخير لكارل ماركس” والتي تصور زيارة الفيلسوف وعالم الاجتماع والمنظر الأول للماركسية “كارل ماركس” إلى الجزائر تتناول مجموعة من السياقات التاريخية التي تصب في قضية محورية واحدة هي نشأة “الأنتيليجينسيا” الجزائرية عن طريق الأدب الشعبي والمدارس القرآنية والزوي، والحركات الإصلاحية التي ناضلت من أجل الهوية العربية الإسلامية.

وتجري أحداث الرواية في الفترة الثانية من دخول الاستدمار الفرنسي للجزائر، وهي ذات المرحلة التي زار فيها ماركس الجزائر أي في شتاء وربيع سنة 1880، وتنطلق بمجموعة من الأحداث تحيط بالفيسلوف كارل ماركس وطبيبه الجزائري بالإضافة إلى سكان الفندق الذي كان يمكث فيه في أعالي العاصمة، وأضاف محدثنا بأن الرواية تحاول رسم السياق الاستعماري وخاصة الخطاب الذي كان ينتجه، وهو خطاب يعاني من ازدواجية عميقة حاول من جهة “تحديث” الجزائر ومن جهة أخرى استعمارها.

واعتمد الروائي على المزاوجة بين الأحداث الواقعية المستمدة من زيارة ماركس للجزائر بغرض الاستشفاء، وبين أحداث خيالية وقصصية “جمعها من هنا وهنا” كما استفاد من بعض الوثائق التاريخية على غرار رسائل كارل ماركس المعروفة، حسبه، وتتطرق الرواية كذلك إلى مجموعة من القضايا المحورية المهمة على غرار الهجرة والمهجرين، حقوق العمال، الديمقراطية وأزمتها، معاملة النخبة مع الأفكار السياسية، منطق رجال السياسية.

وأضاف محدثنا بأن الحديث عن كارل ماركس وعن روسيا هو حديث مرتبط باللحظة الراهنة وهو مقصود، رغم أنه بدأ كتابتها عام 2017 واحتاجت حسب ما أكده إلى كثير من التوثيق والبحث المعمق، حيث تأتي هذه الرواية في سياق الأسئلة الجيوسياسية الكبرى التي طرحت على العالم والنخب السياسية والثقافية منذ بداية حرب أوكرانيا منذ أكثر من عام، كما تتطرق إلى نقاط مهمة على غرار الدخل الفردي، تيسير المعيشة، ظروف عمل أفضل، التعامل مع الهجرة، سبل العيش المشترك، وذلك رغبة في معالجة الحدة الأيديولوجية والعقائدية التي يعيشها العالم منذ حرب الخليج الأولى والثانية.

أما على مستوى الأدوات الفنية للرواية، فقد استعمل فيصل الأحمر مجموعة متنوعة من التقنيات الكتابية على غرار “اليوميات”، “الحوار شبه المسرحي”، “الأجواء الموسيقية” حيث قام بوضع نوتات موسيقية في الرواية وذلك للتعبير عن الجو الذي كانت تعيشه الشخصيات آنذاك وهي تقنية لم تستعمل من قبل في الرواية العربية حسب ما أكده، كما أوضح بان الرواية “كرونولجية” في الأساس؛ أي أنها ذات بناء كلاسيكي، لذلك اعتمد على المقالات، الحوار الصحفي وذلك من أجل كسر النمطية السردية للرواية.

وتنتهي الرواية إلى لقطة تشغل خمسها، وهي لقطة عشاء ينظمها حاكم الجزائر على شرف كارل ماركس وتتم فيها دعوة شريحة كبيرة من رجال الأعمال، الديبلوماسيين ، والنخبة المثقفة، ويتم هناك نقاش كبير لفكرة الاستعمار؛ وكيف نحكم على فكرة وجود من يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة مثل العالم الديمقراطي يقو بزرعها عن طريق القوة والسلاح مثلما حدث في ليبيا أو سوريا وهو ذات الخطاب الذي يتناوله اليمين المتطرف في أمريكا منذ 50 أو 60 سنة -حسب محدثنا-.

وفي ذات السياق أعرب فيصل الأحمر لـ “الصريح” عن تشوقه لردود فعل القراء خاصة مع اقتراب المعرض الدولي للكتاب “سيلا” متمنيا أن ينال إعجابهم.

ويشار إلى أن فيصل الأحمر أستاذ محاضر بجامعة جيجل منذ سنة 2004، وعضو مخبر الترجمة في اللسانيات والأدب، جامعة قسنطينة، بالإضافة إلى كونه عضوا بمخبر الدراسات الاجتماعية الأدبية بجامعة جيجل، له العديد من المؤلفات السردية على غرار؛ وقائع من العالم الآخر وهي قصص خيال العلمي أصدرت 2002، رواية رجل الأعمال صدرت سنة 2004، أمين العلواني، رواية تجريبية من الخيال العلمي صدرت سنة2007،  رواية ساعة حرب ساعة حب الصادرة سنة 2011، ورواية حالة حب الصادرة سنة 2015.

ويملك في جعبته كذلك العديد من المؤلفات الأكاديمية والنقدية على غرار؛السيميائية الشعرية،الدليل السيميولوجي، دراسات في الآداب  الأجنبية،  مدارج التدبير ومعارج التفكير دراسات في الخيال العلمي وفلسفته، كما أشرف كذلك على مجموعة واسعة من الأعمال الجماعية وشارك في بعضها الآخر منها؛ الموسوعة الأدبية، دائرة معارف الحداثية وما بعد الحداثية، معجم السيميائيات، دراسات في الأدب الجزائري، فلسفات المابعد،  خرائط العوالم الممكنة؛ في مقاربة الخيال العلمي العربي،  أحفاد المعري شهادات كتاب الخيال العلمي العرب وغيرها.

 

مقالات ذات صلة

إطلاق عملية ترميم كبرى للمدينة القديمة بقسنطينة 

sarih_auteur

معرض التراثيات ينطلق اليوم بعنابة  

sarih_auteur

“إشراق بونة” تنظم الطبعة السابعة لحضرة المدينة

sarih_auteur