“الفقيرات” تتربع على عرش الموروث العنابي

ملاك زموري

نظمت مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة بالتنسيق مع بلدية شطايبي وجمعية ترقية المرأة الريفية بشطايبي، أول أمس، حفلا فنيا في طابع الفقيرات بقاعة الأفراح شطايبي، أحياه الجوق الرئيسي النسوي لجمعية “جدور للمدح الصوفي” بعنابة، وبحضور مديرة الثقافة وفناني “بونة” محبي هذا الطابع الراقي.

وجاء هذا النشاط في إطار إبراز الموروث الثقافي اللامادي الذي تتميز به مدينة “العناب” والمتمثل في “الفقيرات”، والتي تعد بمثابة الهوية بالنسبة للمجتمع العنابي والثقافة العنابية، والضاربة في عمق التاريخ الذي توارثته حرائر المدينة جيلا بعد جيل لتبقى جذوره راسخة في الأذهان ترددها الأفواه إلى يومنا هذا، حيث تعتبر “الفقيرات” فنا غنائيا جزائريا من أنواع الغناء الأندلسي وترتبط بطابع المالوف وبالتحديد المديح الصوفي، وتختلف التسمية من منطقة لأخرى فمنهم من يرجح على أنها نسبة للحالة الاجتماعية التي كانت تجمع بين مجموعة النساء لتأسيس الجوق والتي تكون لاحتياجات مالية في العادة أي أن تسمية الفقيرات هي من الفقر، وهناك من يرجح لارتباطها مع التصوف فإن التسمية ناتجة عن وصف ” الفقير لله ”، ويجمع محتوى فن الفقيرات العديد من الطبوع والموشحات من شتى الأنواع الموسيقية على غرار المالوف والعيساوة وحتى من التراث السطايفي والشاوي.

كما نظمت المديرية نهاية الأسبوع المنصرم 3 معارض فنية لفنانين تشكليين موهوبين، حيث كانت الانطلاقة الأولى مع عرض أعمال متميزة للفنانين التشكيليين، زويني أحسن، وناجم شراد، التي تزخر لوحاتهم برموز تربط الهوية الجزائرية بأصولها الأفريقية وألوان ترابية، وتواصلت العروض مع لوحات للفنان التشكيلي، تمتام جمال، وجبوري زكرياء، بفندق محلي بالولاية، وكذا الفنان التشكيلي المبدع، حفناوي عطية، بفندق أخر، وذلك في اطار تشجيع الكفاءات والإطارات الفنية المبدعة في مجال الفن التشكيلي وإعطائها مكانتها التي تليق بها، من خلال إبراز ما تخفيه أناملهم الذهبية من أعمال فنية، ومنحهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم في عرضهم اللوحات وتبيان جماليتها ودقة الألوان فيها، ومن أجل تشجيعهم في بذل العطاء والمجهودات لإيصال هذا الفن الراقي إلى مكانته المرموقة بـ”بونة”، وجعله وجهة للسياحة و لمحبي هذا الفن الأصيل

مقالات ذات صلة

توافد جماهيري غفير على مشاهدة فيلم بن مهيدي

sarih_auteur

تأسيس مهرجانات في الولايات العشر المستحدثة

taha bensidhoum

الكاتب عبد الله تفرغوست”: “إذا أردنا أن نكتب للأطفال فيجب أن نحتك بهم “

taha bensidhoum