يكتبه: خميسي غانم
ونحن نحتفل بذكرى غالية على كل جزائري أصيل، وهي ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة، استحضرتني مقولة لرجال خالدين، أولهما الشهيد مراد ديدوش الذي لم يطلب منا لا جزاء ولا عرفان بالتضحيات واكتفى بمناشدتنا قائلا “إذا متنا فدافعوا عن ذاكرتنا”، وها أنا في هذه الذكرى العزيزة أرى أحد رموز الرجولة والفدى ابن الأوراس الأشم، وهو ماثلا أمامي مرددا مقولته الشهيرة “إذا ما استشهدنا دافعوا على أرواحنا ، نحن خلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة”.
إنني أشعر بالألم وبوخز الضمير وعدم القدرة حتى على الاعتذار لكم لأننا فشلنا أيها الأبطال الأشاوس لأننا لم نكن في مستوى ما توقعتم ، إننا نعترف أيها الخالدون في جنة النعيم أننا انهزمنا أمام أنفسنا وأمامكم وتعطلنا في انجاز مسيرتكم ومسيرتنا كما تريدونها وكما نريدها، وخلف من بعدكم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وقطعوا مع الذاكرة، وتفرغوا لكسب الحرام وخوض معركة التنافس على الكراسي كما توقعتم، فشلنا يا العربي بن مهيدي في أن نكون أبناء صالحين لأمك الغالية كما كنت أنت ولهذه التربة المقدسة، فماذا عنا لو تعودون؟ ولكنك أنت ومن كانوا معك عساكم تجدون العزاء في قلة قليلة مازالت تحفظ ذكراكم وتعاهدكم على أن تسير على دربكم إلى أن تلتحق بكم عند الله رب العالمين.