وردة قانة
قررت، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، تأجيل الفصل في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد المتهم فيها المدعو “ع.ب”، وجنحة إخفاء عمدا لشخص مرتكب لجناية مبحوث عنه للحيلولة دون القبض عليه ومساعدته على الهرب ضد كل من “ق.ع.ح” و”س.ت.د”، وجنحة إخفاء شخص مرتكب لجناية وطمس الجريمة ضد “ع.ه”، “ع.س.ع”، حيث تقرر برمجة القضية إلى تاريخ 19 نوفمبر الجاري، علما أن النيابة العامة التمست خلال الجلسة السابقة تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم الرئيسي والإيداع الفوري لباقي المتهمين.
يعود ملف القضية لتاريخ 31 جويلية 2020 في حدود الساعة الثامنة والربع صباحا، عندما تلقت مصالح الأمن بلاغا بوجود شخص مصاب على مستوى الرأس ( الجبهة ) بآلة حادة نتيجة شجار وقع على مستوى حي 11 ديسمبر 1960 بعنابة.
وبتنقل رجال الشرطة تبين أن الأمر يتعلق بالمدعو “ز.ج” الذي تم نقله على متن سيارة خاصة بقيادة المدعو “ف.ع” زوج ابنة الضحية ورغم تقديم له الإسعافات الأولية إلا أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى نتيجة الإصابة البليغة التي تعرض لها على مستوى الرأس، ليتبين أن المتهم المدعو “ع.ب” المقيم بنفس الحي غادر مكان الوقائع نحو وجهة مجهولة على متن سيارته من نوع “بولو”.
وبمباشرة التحريات الأولية تبين أنه وقعت مشاجرة بحي 11 ديسمبر 1960 تعرض على إثرها الضحية “ز.ج” إلى إصابة على مستوى الرأس فتم تحويله إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد بعنابة أين فارق الحياة، كما تبين أن الشخص المعتدي هو “ع.ب” المقيم بنفس الحي والذي لاذ بالفرار بعد اعتدائه على الضحية المرحوم إلى وجهة مجهولة.
واستكمالا لتحقيقات تم سماع المدعو “ف.ع” الذي صرح أنه علم بعرض الضحية الذي يعد صهره للرش بالغاز المسيل للدموع من طرف شخص، أين قام بتحويله لتلقي الإسعافات الأولية ثم أرجعه إلى مسكنه إلا أن الضحية عاود الخروج مرة أخرى لقضاء بعض الحاجيات وبعودته شاهد جمع من الأشخاص وبينهم شخص ملقى أرضا وبقربه شخص يقوم بلف قميصه على رقبته لإيقاف النزيف فأسرع وقام بنقله إلى المستشفى أين لفظ أنفاسه الأخيرة، علما أن التحريات الأولية بينت أن الضحية تدخل لفك الشجار الذي وقع بين المدعو “م.ن” وبين المدعو “ع.ب” فتعرض إلى اعتداء بالغاز المسيل للدموع من طرفه بسبب تدخله، فيما صرح “م.ن” أنه يعرف المتهم “ع.ب” مؤكدا أنه معروف بسيرته السيئة في الحي، وأنه بتاريخ الوقائع غادر مسكنه وبمجرد وصوله إلى شارع بوزراد حسین شاهد حركة غير عادية.
وبتقصيه للأمر تبين أن المتهم اعتدى على المدعو “خ.إ” بواسطة الغاز المسيل للدموع وتقدم نحوه وهو حاملا لسكين كبير الحجم وبندقية صيد بحري، وانهال على الحاضرين بالسب والشتم دون الرد عليه من طرف أي شخص ثم وجه لشخصه عبارات استفزازية، ثم اقترب منه فبادر بإمساك بندقية الصيد البحري لكي يمنعه من استخدامها حينها تدخل شقيق المعتدي المدعو “ع.س.ع” لفك الشجار اللفظي، إلا أن “ع.ب” قام بالاعتداء عليه بالسكين الذي كان يحمله ما تسبب في إصابته على مستوى العنق فابتعد خوفا من تعرضه لإصابات أخرى، ثم شاهد الضحية يقترب من الشخص المعتدي طالبا منه الكف عن هذه التصرفات إلا أن “ع.ب” لم يبالي بذلك وقام بإشهار قارورة الغاز المسيل الدموع ورش بها الضحية الذي سقط على إثرها أرضا، ثم انهال عليه بالضرب، مؤكدا أنه بعدما تلقي الإسعافات الأولية وبعودته للحي علم أن “ع.ب” اعتدى على الضحية “ز.ج” بواسطة بندقية الصيد البحري أصابه بها على مستوى الرأس والذي توفي بعد وصوله إلى المستشفى.