يكتبه: خميسي غانم
كم كنت سعيدا هذه المرة وأنا أشاهد التحولات الكبرى التي عرفتها عاصمة البلاد في الفترة الأخيرة، وأبهرتني نوعية الأضواء المستعملة في الشوارع
والأنفاق والساحات، ناهيك عن المساحات الخضراء وصيانتها التي جعلتها تبقى خضراء رغم الجفاف وبمجسمات التي استحدثتها على غرار مجسم “بيار و ماري كوري” وبالنظافة ، فلا أتربة ولا أوراق ولا قارورات ولا علب سجائر تتناثر وتتطاير في الشوارع ولا تجار يخرجون مخلفات نشاطهم اليوم ويرمونها بلا حس ولا مسؤولية ولا رقي أمام محلاتهم وعلى الأرصفة وحقيقة أن عاصمتنا اليوم أصبحت لا تختلف واجهتها عن
أي عاصمة في العالم.
وبقدر هذه السعادة والغبطة والسرور تألمت كثيرا لما وصلت له مدينتي ومسقط رأسي عنابة، وكيف تحولت مساحاتها الخضراء التي خلت من أي اجتهاد أو مسحة حضرية، فكسد زرعها وساء منظرها، وعجزت هيئة النظافة والبيئة فيها بالتكفل بساحاتها وشوارعها فلا يخلو ركنا أو مساحة طول اليوم بما في قلب عاصمتها من أكياس وقمامة، وانقلب منظر شوارعها بالنفايات والرمي العشوائي للمعلبات والأوراق والقارورات، وهي مسؤولية يتحمل جزءا كبيرا منها بعض من المواطنين سامحهم الله، والبعض الآخر من تجارنا يفتقرون إلى ثقافة العيش في المدينة فيرمون أكياس البلاستيك و “الكرطون” بعشوائية لتتلاعب بها الرياح في الشوارع.
وتغيب في عنابة منظومة إنارة جمالية وبألوان حضارية كتلك الموجودة في العاصمة مما يطرح أكثر من سؤال عن رقي المسؤولين المتحكمين في الشأن المحلي، وقد يتذرع هؤلاء بالجفاف لكن هذه الحجة مردودة عليهم لأن المساحات الخضراء في العاصمة على سعتها مازالت براقة، وقد يتحججون بتمدد المدينة مما يجعلهم لا يتحكمون في نظافتها، غير أن عنابة لا تعادل في الحقيقة أحد أحياء العاصمة التي تمتلك نافورات لها من الجمال ما تجعلها لوحة، وتلك مازال بالخصوص أميارنا في عنابة لا يدركونها بحسهم وبعقليتهم ، والخلاصة أن عنابة اليوم تحتاج إلى مسؤول متشبع بروح المسؤولية والى مواطن يمتلك ثقافة العيش في المدينة والى رجال يحبونها ويدافعون عنها.