مناظر مؤسفة تلك التي طبعت ساحة الثورة بعنابة طيلة أيام عيد الفطر المبارك، فقد ضربتها الفوضى وحكمتها مشاهد لا تشرف هذه المدينة التي كانت كانت تعرف بالأنيقة، فغزتها الحيوانات وأصبحت مرتعا للجمال والأحصنة، وطوقتها العربات أشكالا وألوانا وأنواعا، ووضعت فيها العربات الخشبية لبيع الكاوكاو والتبغ والوجبات السريعة غير المراقبة من “تن” و”مرقاز”، وزج بألعاب الأطفال في كل مكان وركن، ورافق كل ذلك ضجيج لا ينتهي وأصوات تتعالى المؤكد أنها لم تكن من عوامل الراحة والسكينة لسكان العمارات المحاذية لساحة الثورة، وزاد الصخب الموسيقى المنبعثة عبر مكبرات الصوت، والنتيجة أن العائلات وكل الراغبين غي احتساء قهوة في أكشاك الكور بعد شهر رمضان الفضيل لن يجدوا ضالتهم، وأن الزائرين لعنابة في هذه الأيام المباركة، خاصة من الجارة تونس، يعودون بانطباعات لا تليق بالولاية الرابعة وطنيا، وأن الكثير من سكان المدينة أصبحوا يتجنبون ساحة الثورة أيام العيد، ناهيك عن ركام الأوساخ والعبء الإضافي على مهندسي النظافة الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لبذل الكثير من الجهد والوقت لإعادة الوضع إلى ماكان عليه.
وعلينا أن نستفيد من الدرس مستقبلا، وعلى القائمين على الشأن العام تسخير القوة العمومية لضبط الأوضاع في ساحة الثورة والتصدي لتلك المظاهر قبل وقوعها وقبل انفلات الأوضاع، وتأمين الكور حتى يكون قبلة أيام العيد للعائلات حتى يجدوا راحتهم، وتخصيص ساحة المسرح لالتقاط الصور للذكرى كما كان زمان والله المستعان.