أصدرت الشاعرة، ابنة عنابة، نادية نواصر أول رواية لها بعنوان “أوريسيا” عن دار هيلوبوليس للنشر والتوزيع، بعد العديد من الدواوين الشعرية، ويدور هذا الإصدار الجديد في سياق الوعي والوطنية والإخلاص، ويبحث في حب الأرض والوطن والعودة إلى الضمير العربي والإنساني.
وقالت الكاتبة لـ”الصريح”، إن الرواية تتحدث عن الحراك الشعبي ورغبة الشعب في التغيير، حيث أن بين البطلة “أوريسيا” و”أحمد” علاقة حب يمتد إلى حب الوطن، ويعاني البطل من مرض، وبهذا ترمز لمرض الوضع السياسي، كما أن الرواية تدخل في سياق الراهن العربي من نكسة لبنان وجرح فلسطين، ثم تعتز البطلة على أنها هي والبطل يثوران ضد هذا الفساد ويطمحان إلى إيجاد حلول لحماية هذا الوطن من كل ما يعيده إلى الخلف ويعطل مساره الحضاري والاقتصادي” وتعبر الكاتبة عن الحب في زمن المحنة والزمن المزري وحلم المواطن بأن يحمي وطنه من كل ما يسبب له انهيار.
وعن انتقال نادية نواصر من الشعر إلى الرواية قالت: ” من الشعر إلى رواية دون أن اختار لقد كانت قصة الحراك الشعبي والوطن العربي بكل جراحه يحتاجون إلى معالجة عن طريق السرد، وكان لابد من سرد هذه الأوجاع وان اعبر عن الحب في زمن المحنة”، حيث تقول نادية في روايتها: “بتوقيت الفجر وعند ابتهالات الروح وبصوفية عالية، تعتقل أوريسيا لحظة مهربة من الحنين الجارف فتنحت على ورق الرغبة، ما يزدحم في خفقها من رسائل الشوق والعشق والثورة، فتكتب إلى حبيبها أحمد: هذا كتاب الروح يا أحمد ، إقرأه كما كنت أقرا عشقي إليك في بريق عينيك وسوادهما الساحر…الوطن والحب أيها العزيز، معادلة تشبه الروح والجسد حيث لا يمكن فصلهما عن بعضهما، أنا وأنت كان من المفروض أن نلتقي قبل هذا التاريخ بعقود، لكن حتى الحب كالموت، لا ندري بأي مكان ينتابنا ولا بأي توقيت نقع فيه… مع انك كنت موجودا بتاريخ يومياتي وبصفحات تاريخي ، أراك في المناسبات، أحييك باحتشام، وكنت في سالف الآونة أستلطفك جدا أيها العزيز أعرف أنك كنت معجبا بشجاعة وجرأة أوريسيا في تناول المواضيع ، في مجتمع مازال يعتبر الحب من الطابوهات المخجلة، ويقف أمام القتل والتنكيل والشتم وقفة الذي تأقلم مع الوضع ولم تعد تهزه هذه الفضاعة، يتعايش معها مكتفيا بالتأسف، بالنسبة لي يا أحمد فالحياة بدات منذ ذلك اليوم الذي غازلتني فيه بنزل السلام بروسيكادا الساحرة وحين غازلتني اكتفيت بالتمنع خوفا من شيء دب في أوردتي كتيار كهربائي”.
وتضيف نواصر “نحن يا أحمد الفئة البسيطة المثقفة المناضلة التي اختارت أن تعيش في مدنها …في جزائرها…وأن تعيش ظروف هذا الوطن بمرها وأحلاها، نحن جيل ما بعد الاستقلال من آباء ثوريين علمونا حب الوطن بلا مقابل، جابهنا الإرهاب وكرونا، كانت قلوبنا تتمزق في مرحلة الفساد حسرة على وطن عبث هؤلاء بميثاق شهدائه، وكأن دماءهم نهر يجري في غابة مهملة، في الوقت الذي كان عليهم أن يحافظوا على مجراه في اتجاهات صحيحة ليسقي أشجار التاريخ المجيد”.
بقلم: ملاك زموري