استفاق سكان حي 580 مسكنا في بلدية سيدي عمار بولاية عنابة، في الساعات الأولى من صباح أمس الأول، على وقع حادثة سرقة جديدة استهدفت كوابل الهاتف والإنترنت، وذلك في حدود الساعة الرابعة صباحا.
ولم تكن هذه الحادثة معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من السرقات المماثلة التي طالت عدة أحياء في البلدية، منها “أوفي 1”، “أوفي 2”، “أوفي 12”، وعدل الشعيبة، ما جعل العديد من السكان يعيشون في عزلة رقمية خانقة بعد انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت عنهم منذ نحو أربعة أشهر.
خسائر بالملايير
نتيجة لهذه السرقات، تكبدت مؤسسة اتصالات الجزائر خسائر مالية ضخمة تُقدّر بالملايير، وهو ما استدعى الشروع في إنجاز شبكة جديدة من الألياف البصرية لتعويض الكوابل المسروقة، غير أن المشروع لا يزال قيد التنفيذ ولم تُوضع جميع الأحياء المتضررة ضمن نطاق الخدمة بعد، مما يزيد من معاناة المواطنين، سواء من ناحية التواصل أو مزاولة أعمالهم الإلكترونية التي تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت
عصابات .. متورطون ومطالب بتكثيف الرقابة
ووسط هذه الفوضى، يبقى التساؤل المطروح من يقف وراء هذه السرقات؟ ومن أين تأتي هذه العصابات بالمعلومات حول مواقع الكوابل؟ ، وهل هناك متواطئون يساهمون في تكرار مثل هذه العمليات التخريبية؟ مع تكرار الحوادث دون رادع، بات المواطنون يطالبون بتكثيف الرقابة وفتح تحقيقات جدية للكشف عن الفاعلين، ووضع حدٍّ لهذه الظاهرة التي تهدد قطاع الاتصالات وتُكبّد الدولة خسائر جسيمة.
كما يناشد سكان الأحياء المتضررة السلطات المحلية والجهات الأمنية بتحرك فوري وحازم، سواء من خلال تعزيز الرقابة أو تسريع إنجاز شبكة الألياف البصرية لضمان عدم انقطاع الخدمات مجددا، كما يطالبون بتشديد العقوبات على المتورطين في هذه العمليات التخريبية، لما لها من تأثير مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، فهل ستتحرك الجهات المعنية لوقف نزيف السرقات؟ أم أن سكان سيدي عمار سيظلون رهائن لهذه العصابات التي تواصل العبث بالبنية التحتية دون رادع؟
لمين موساوي