يشهد ركح “عز الدين مجوبي” هذه الأيام غيابا ملحوظا لجمهور حفلات الشعبي المقررة على هامش برنامج شهر رمضان، رغم تنوع العروض المتاحة، ورغم ذلك، تزايدت علامات القلق لدى الفنانين، إذ بات الإقبال على هذه السهرات يشهد تراجعاً ملحوظاً يُثير تساؤلات حول أسباب هذا الغياب.
وفي حديثهم لـ”الصريح”، أشار بعض فناني الشعبي إلى أن قاعات المسرح الجهوي “عز الدين مجوبي” بدت شبه فارغة خلال الحفلات الفنية التي تم تنظيمها في هذا الشهر الفضيل، وقد تعددت الأسباب التي قد تكون وراء هذا الغياب الجماهيري، حيث يمكن تلخيص بعضها في غياب الترويج والإشهار الفعّال، فبالرغم من وجود العديد من العروض الفنية، خاصة تلك المتعلقة بسهرات الشعبي، إلا أن حملات الترويج والإعلانات الخاصة بهذه الفعاليات غالباً ما تكون محدودة أو غير مؤثرة بالشكل الكافي، وهذا يساهم في ضعف الوعي لدى الجمهور حول مواعيد هذه العروض وبالتالي يقل الإقبال عليها.
وعبر بعض الفنانين والموسيقيين عن خيبة أملهم جراء قلة الحضور، مما يؤثر بشكل مباشر على مستوى الأداء وعلى جمالية العروض المقدمة، فقد أكد العديد من الفنانين أن الحضور الجماهيري ليس فقط دعما للفنانين، بل أيضا عنصر أساسي لتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم، وبالتالي فإن غياب الجمهور يعكس تأثيرا سلبيا على الإبداع الفني الذي يفترض أن يعكس ذوق واهتمام المجتمع.
في المقابل، شهدت سهرات الأطفال المخصصة للعروض المسرحية إقبالاً جماهيرياً مكثفاً من جانب الجمهور الصغير، مما يبرز التفاوت بين الاهتمام بالعروض الموجهة للكبار وتلك الخاصة بالأطفال.
هذا الوضع يطرح سؤالا حول دور المؤسسات المعنية في تحسين طرق الترويج والتسويق للفعاليات الفنية، وتفعيل دور الإعلام في إبراز هذه الأنشطة الثقافية المهمة، إذ يجب على هذه الجهات العمل على جذب الجمهور من خلال حملات إعلانية أوسع وأكثر تأثيراً، وتوفير العروض المتنوعة التي تستقطب كافة الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.
بقلم: ملاك زموري