هذا ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية ببغداد

دعا البيان الختامي للقمة العربية ال34, التي احتضنتها العاصمة العراقية بغداد اليوم السبت, المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والضغط من أجل وقف إراقة الدماء في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني, مجددا الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وطالب القادة والملوك والرؤساء العرب المشاركون في الدورة العادية ال34 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة, في “إعلان بغداد” الصادر في ختام القمة, بوقف فوري للعدوان الصهيوني على غزة, ووقف الانتهاكات التي تؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين الأبرياء, داعين المجتمع الدولي, “وخاصة الدول ذات التأثير, إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والضغط من أجل وقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة في قطاع غزة”.

وأكد القادة العرب على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها “قضية الأمة الجوهرية وعصب الاستقرار في المنطقة”, مجددين دعمهم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني “غير القابلة للتصرف, وفي مقدمتها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة, وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين”.

وأدانوا كافة الإجراءات والممارسات غير القانونية التي ينتهجها الكيان الصهيوني, “والتي تستهدف الشعب الفلسطيني وتحول دون نيله لحقوقه الأساسية في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية, التي أقرتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية”.

وأكد القادة أهمية تنسيق الجهود للضغط من أجل فتح جميع المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كامل الأراضي الفلسطينية, وتمكين وكالات الأمم المتحدة, وعلى رأسها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أداء مهامها, ودعوا إلى توفير الدعم الدولي اللازم لها للاضطلاع بمسؤولياتها على أكمل وجه.

وجدد القادة العرب, في “إعلان بغداد”, تأكيدهم الراسخ على المواقف العربية الثابتة برفضهم “القاطع” لأي شكل من أشكال التهجير أو النزوح القسري للشعب الفلسطيني من أرضه, “وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر, باعتباره انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني, وجريمة ضد الإنسانية تعد من أعمال التطهير العرقي”.

وأدان “إعلان بغداد” بشدة سياسات التجويع وتطبيق أسلوب الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال, بهدف الضغط على الشعب الفلسطيني ودفعه قسرا إلى الرحيل عن أرضه.

وفي ذات السياق, جدد القادة العرب التمسك بموقفهم الثابت والداعم لتسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية, معربين عن تأييدهم للدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام, واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وأكدوا أن الحل المنشود يجب أن يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967, وعاصمتها القدس الشرقية, وقبول عضويتها الكاملة في منظمة الأمم المتحدة, مع ضمان استعادة جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير.

وثمن القادة المواقف التاريخية التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية, التي أعلنت في مايو 2024 اعترافها الرسمي بدولة فلسطين, مؤكدين أن هذه الخطوة هي امتثال لمبادئ العدالة والشرعية الدولية.

ودعوا باقي الدول إلى الاقتداء بهذه المبادرات, مؤكدين أن التاريخ سيسجل المواقف, و أن المبادئ الإنسانية والقانون الدولي سيظل الحكم الفصل في ضمان حقوق الشعب الفلسطيني, باعتباره صاحب الأرض والحق الأصيل في تقرير مصيره.

كما عبر القادة العرب عن دعمهم الكامل وتقديرهم لموقف دولة جنوب افريقيا في الدعوى القضائية التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الصهيوني, بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة, وأشادوا بالمواقف المشرفة لجنوب افريقيا في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل.

كما أكدت جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة, اليوم السبت ببغداد, على التزامها “القوي” بسيادة السودان و وحدته و سلامة أراضيه, مشددين على ضرورة “تفادي انهيار” المؤسسات الوطنية السودانية.

وذكرت المنظمات الثلاث, في بيان مشترك عقب اجتماع تشاوري رفيع المستوى عقد على هامش القمة العربية بالعاصمة العراقية بغداد, وجمع محمود علي يوسف رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي, وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة, أن هذا اللقاء “يهدف إلى توحيد جهود منظماتهم لصالح السلام, وتحقيق استجابة دولية أقوى وأكثر تنسيقا من أجل وقف القتال والعنف في السودان, وتخفيف معاناة الشعب السوداني, وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق, والتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار”.

وشدد البيان المشترك على بناء جهود المنظمات الثلاث على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة, وإعلان جدة, وكذلك قرارات الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ذات الصلة.

وأكد البيان, الحاجة إلى وضع “رؤية” و”مقاربة متسقة” تستجيب للأزمة في السودان بطريقة تعتمد على “التكاملية والمزايا النسبية”, وتركز على “العمل الإستراتيجي” المدعوم بالتعاون النشط, لافتا إلى الحاجة إلى تعزيز الترابط متعدد الأطراف, من خلال اتفاق رفيع المستوى حول تشكيل تجمع أوسع يتم تطويره والتفاهم بشأنه, بمشاركة المؤسسات متعددة الأطراف التي بإمكانها تقديم الدعم السياسي وتطوير الجهود. وفي الوقت نفسه, ضمان التنسيق والتكامل مع آليات الدول الأعضاء.

وأشار البيان إلى أهمية الإستفادة من فرص القمم المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة, والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية, للإجتماع مجددا على مستوى رؤساء المنظمات متعددة الأطراف ذات الصلة, للحفاظ على المشاركة رفيعة المستوى, والعمل على تقييم تطورات الأوضاع في السودان والإتفاق على الخطوات اللازمة لتعزيز كفاءة اتساق عملهم.

المصدر: وأج

مقالات ذات صلة

قمة بغداد.. هؤلاء هم القادة العرب الحاضرين والقادة الغائبين

sarih_auteur

هذه المواد الغذائية محتمل أن تختفي عام 2026

sarih_auteur

بقرار من ترامب.. تذاكر مجانية ومكافآت مالية للمغادرين أمريكا طوعا

sarih_auteur