أكد وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي أمس من عنابة على أن الدولة الجزائرية تعمل على إشراك الشباب في قلب الديناميكية الوطنية الجديدة لها، وأنه يتعين على كل قطاعات الحكومة المتعددة إيجاد السبل الكفيلة لانخراط الشباب في المشاهد السياسية للدولة.
وأضاف حيداوي خلال اشرافه على افتتاح فعاليات منتدى شباب عنابة، أن هذه النشاطات من شأنها
التعريف بالكثير من الشباب الذين تميزوا ضمن المنظومات البيئية المختلفة التي وضعتها الدولة، لتمكينهم سياسيا واقتصاديا.
ومن جهته قال وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة نور الدين واضح، أن الهدف من هذا المنتدى هو التقرب من الشباب محليا وتحسين التواصل معهم وإبراز نماذج النجاح.
وأضاف واضح أن الوزارة أطلقت مجموعة من المبادرات، تماشيا مع تعليمات رئيس الجمهورية خلال لقاءه الأخير مع رجال الأعمال، تسموا إلى إبراز الشباب المقاول الناجح في الجزائر والخارج، لتكون ملهمة لهم، حتى تكون لديهم ثقة في الدولة وفي هذه الميكانيزمات.
وفي خضم المنتدى وفي إطار دعم المبادرات الشبابية وتعزيز روح الابتكار، قام الوزيران بزيارة معرض الابتكارات والمشاريع الشبابية الرائدة، حيث اطّلعا على نماذج من المشاريع الطموحة التي يجسدها شباب جزائريون بخطى واثقة نحو ريادة المستقبل.
وقد عكس المعرض التنوع الكبير في مجالات الإبداع، من تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، إلى الطاقة النظيفة والحلول الذكية، ما يعكس وعيا متقدما لدى الشباب بمسؤوليتهم في بناء اقتصاد وطني متجدد ومتنوع، وثمّن رئيس المجلس المستوى المميز للمشاريع المعروضة، وأكدا على حرص الدولة على دعم هذه الطاقات الشابة، من خلال التسهيلات، وبرامج الدعم، ومرافقة المشاريع الواعدة نحو التجسيد الفعلي في السوق.
وشهد المنتدى مشاركة العديد من الشباب رجالا ونساء من مختلف بلديات وأحياء ولاية عنابة، حيث حظوا بفرصة الانخراط في جلسات حوارية تفاعلية وورشات عمل متنوعة تهدف إلى تمكينهم سياسيا واقتصاديا، وتعزيز مشاركتهم الفعلية في الحياة العامة.
وشملت الورشات مجالات متعددة تعكس أولويات التنمية المحلية، تتمثل في التعليم والتكوين وتعزيز قدرات الشباب، حيث تهدف هذه الورشة إلى كيفية الوصول إلى تعليم وتكوين نوعي يلبي متطلبات سوق الشغل، ويكون منتوج التربية والتعليم العالي والتكوين المهني ذو جودة، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الشباب مع تسجيل الانشغالات المحلية، كما كانت ورشة متعلقة بالتشغيل والمقاولاتية واقتصاد المعرفة والتنمية الفلاحية، التي ناقشت كيفية فتح آفاق أوسع نحو الشباب في مجال التشغيل وإنشاء المؤسسات الناشئة والابتكارية وولوج عالم المقاولاتية وتسجيل الانشغالات المحلية، بالإضافة إلى ورشة المواطنة الفعالة والمشاركة في الحياة العامة وتعزيز الثقة، أين تم فيها مناقشة كيفية تعزيز قيم المواطنة والحس المدني في أوساط الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة السياسية والمدنية واستعادة الثقة مع مؤسسات الدولة.
كما شمل المنتدى ورشة تتعلق بالثقافة والرياضة والسياحة والصحة والتضامن في أوساط الشباب، والتي ناقشت مجالات الرياضة والثقافة والسياحة، و كيفية ضمان الصحة الجسدية والنفسية في ظل انتشار الآفات الاجتماعية، وتسليط الضوء على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل التضامني.
كما تم تخصيص ورشة خاصة بالإعلام والتحول الرقمي، تتعلق بالعمل على رفع الوعي الإعلامي لدى شباب ولاية عنابة مع تعزيز أواصر اللحمة الوطنية لديهم، مع فتح باب الحوار حول عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وكيفية خلق إعلام هادف يلبي طموحات الشباب من خلال البرامج والوسائل الرقمية المختلفة.
ونظمت هذه الورشات من خلال تقديم عرض في كل ورشة كآليات لدعم الشباب ومرافقتهم، مع طرح الانشغالات والتساؤلات ومن ثم تم تسجيل الاقتراحات الموجهة من طرف الشباب، وتسجيل التوصيات التي سترفع إلى الوزارة الوصية.
وفي هذا السياق كشف عضو المجلس الأعلى للشباب لولاية عنابة محمد الطاهر جبلاوي، أن مجلس عنابة سيحرص حرصا شديدا على صياغة تقرير شامل، تصاغ فيه التوصيات التي خرجت بها الورشات، يقدم إلى والي ولاية عنابة خلال الأيام القليلة المقبلة، كخارطة للتنمية المحلية.
كما سترسل نسخة إلى المجلس الأعلى للشباب من أجل إثراء هذه النقاط وصياغها إلى مقترحات مثمرة تحال إلى القطاعات الوزارية المعنية من أجل العمل على تجسيدها.
يوسف مطياف