نشرت صحيفة لوموند الفرنسية يوم الأحد مقالا تحليليا مطولا للكاتبين كريستوف أياد وفريديريك بوبان، بعنوان : “في المغرب.. أجواء نهاية عهد لمحمد السادس”، تناول فيه وضع الملك المغربي محمد السادس بعد ستة وعشرين عاما من اعتلائه العرش، مسلطا الضوء على ازدواجية صورته بين ملك منهك صحيا وفاعل سياسي يواصل الإمساك بخيوط الحكم.
بحسب أياد وبوبان، فقد أثارت صورتان متناقضتان للملك جدلا واسعا لدى الرأي العام المغربي، الأولى يوم عيد الأضحى حين بدا متعبا جالسا على كرسي، والثانية بعد أسبوعين فقط وهو يقود دراجة مائية قبالة سواحل تطوان.
ويرى الكاتبان أن هذا التناقض يجسد مرحلة انتقالية يمر بها المغرب، حيث تحاول المؤسسة إظهار الاستمرارية رغم علامات الضعف.
ويشير المقال، إلى أن الأنظار بدأت تتجه نحو ولي العهد مولاي الحسن، البالغ 22 عاما، والذي مثل والده في مناسبات دولية بارزة.
وأكدا الكاتبان أياد وبوبان في مقالهما، أن القصر يتعمد تنظيم هذه المشاركات بحذر شديد، لتفادي إعطاء الانطباع بانتقال وشيك للسلطة.
الغياب والفراغ
كما لفت الكاتبان إلى أن غيابات الملك المتكررة عن البلاد، سواء بداعي المرض أو لأسباب ترفيهية، خلقت شعورًا بوجود “فراغ سياسي” على رأس الدولة.
ورغم النشاط البروتوكولي الذي تبرزه البيانات الرسمية، فإن هذا الفراغ – حسب لوموند – يبقى ماثلًا في أذهان المراقبين.
ويولي أياد وبوبان حيّزًا مهمًا للعلاقة التي ربطت الملك بعائلة عزيتر، أبطال فنون القتال المقيمون في ألمانيا، والتي أثارت جدلًا واسعًا بسبب نفوذهم المبالغ فيه داخل القصر، قبل أن يتم تهميشهم لاحقًا بعد مقال نشرته ذي إيكونوميست عام 2023.
ويضيف الكاتبان أن هذه الحادثة كشفت عن توترات بين “المخزن” والحرس القديم.
صراعات النخبة والاقتصاد
كما تناول المقال الصراع بين فصائل النخبة المغربية، بما في ذلك استهداف شخصيات اقتصادية بارزة مثل مصطفى تراب وعزيز أخنوش.
ويرى الكاتبان أن بروز أوليغارشية مالية وسياسية يهدد بتقويض صورة “ملك الفقراء” التي ارتبطت ببداية عهد محمد السادس.
في الختام، أشار أياد وبوبان إلى أن المؤسسة الملكية ما تزال تحظى بشعبية واسعة، مستندة إلى رمزيتها الدينية والقومية، خصوصًا في ملف الصحراء الغربية.
كما لفتا، إلى أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية قد تعود بقوة بعد انتهاء الاحتفالات المرتقبة بكأس العالم 2030.