طالبت الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة بضرورة برمجة عمليات تهيئة على مستوى المناطق الرطبة، وحمايتها من التلوث الناجم عن قنوات الصرف الصحي والمياه المستعملة وتراكم النفايات. للحفاظ على الطيور التي تعيش على مستوى المسطحات المائية.
وطالبت الجمعيات بمعاقبة المعتدين على هذه المناطق كونها مناطق محمية، على غرار البحيرة المتواجدة ما بين حي بوزعرورة وعين الشهود ببلدية البوني، والتي تعاني من تراكم كبير للنفايات المنزلية والصلبة، رغم أنها ملجأ لعدد كبير من الطيور المهاجرة.
وجددت الجمعيات مطالبها تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة، الموافق للثاني من فيفري لكل سنة ومتابعة لوضعية المناطق الرطبة والمسطحات المائية في بلدية البوني -خاصة منطقة بوسدرة- أو ما يعرف قديما بمنطقة “البجيمة” والتي تصنف كمنطقة هجرة أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة والقادمة إليها من أوروبا والدول الاسكندنافية.
خرجة ميدانية إلى المناطق الرطبة
وقام والي عنابة بخرجة إلى المنطقة الرطبة ببوسدرة، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، وكل من رئيسي دائرة وبلدية البوني، مديري الموارد المائية، المصالح الفلاحية و البيئة. أين تم إعطاء إشارة انطلاق فعاليات المناسبة تحت شعار “الأراضي الرطبة ورفاهية الانسان”. ونظمت العملية مديرية البيئة بالتنسيق مع مركز البحث في البيئة إضافة إلى جمعيات ولائية ومحلية ناشطة في مجال حماية البيئة.
وقدم بالمناسبة عرض حول هاته المنطقة الرطبة ومختلف المحميات الطبيعية بالولاية، إضافة إلى تقديم عرض حول إزالة مصبات المياه المستعملة في بحيرة بوسدرة قدمته مديرة الموارد المائية، كما تم خلال الفعالية مناقشة كيفية عملية الإحصاء للطيور المهاجرة بالمنطقة.
وتم التأكيد على ضرورة استكمال عملية التشجير المنظمة على مستوى المنطقة للحفاظ على التنوع البيولوجي وحتى تكون متنفسا للعائلات لا سيما وأنها تشهد خلال فصلي الربيع والصيف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، علما أن المساحة المجاورة للبحيرة ستشهد عملية تهيئة خاصة لتصبح منتزها يضم مساحات خضراء وفضاءات ترفيهية للعائلات والأطفال.
هدم منشئات فوضوية
وبالموازاة مع ذلك انطلقت حملة تشمل رفع مخلفات البناء والقمامة الصلبة بمحيط المنطقة الرطبة ببوسدرة، بالإضافة إلى هدم أكثر من 12 منشأة فوضوية بين مواقف سيارات، أكشاك، اسطبلات ونقاط لجمع مادة البلاستيك.
وتأتي العملية في إطار حماية المناطق الرطبة والمحافظة عليها، حيث تواجه المناطق الرطبة اليوم تهديدات متنوعة ناجمة في معظمها عن النشاط البشري.
وقامت السلطات الولائية بإعطاء تعليمات من أجل حماية المناطق الرطبة ومحاربة كافة النشاطات التي تضر بها عبر اتخاذ بعض الإجراءات لتحقيق نتائج ايجابية، لاسيما وأن الحفاظ عليها يعتبر أمرا حيويا للحفاظ على توازن البيئة والتنوع البيولوجي. حيث تلعب تلك المناطق دورا أساسيا في تنظيم المناخ وتوفير الموارد المائية.
كما تعهد رئيس بلدية البوني ببرمجة مشاريع تتماشى وخصوصية المنطقة كمحمية طبيعية، تحافظ على أنواع الطيور المهاجرة إليها، وجعلها حديقة مائية كبيرة والحفاظ عليها، والاستثمار فيها بمشاريع تدعم الجانب السياحي وتعزز التنوع البيئي، دون القضاء على معالمها وتغيير النمط الخاص بها والحفاظ على الطبيعة.
وردة ڨانة/ أميرة سكيكدي