لايزال الثالوث الأسود المتمثل في الفقر، البطالة الخانقة و العزلة يهـدد حياة سكان منطقة أولاد خوشة ببوحمامة،و الذين طالبوا بالتدخل العاجل للمسؤولين. في ظل غياب المنتخبين الذين لا يرونهـم إلا في المواعيد الإنتخابية. فقد كانت المنطقة ولا تزال تفتقر لأدنى شروط الحياة، وتنعدم فيهـا أبسط ضروريات الحياة أو على حد تعبير سكانهـا القرية المنسية. فسكانهـا لا يزالون يعتمدون على تربية المواشي واستغلال المساحات الفلاحية، فهـي لم تستفد ولم تشهـد أي عملية تنموية تشفع للمسؤولين. حيث تعتبر هـذهـ المنطقة واحدة من أكثر المناطق عزلة تنمويا بولاية خنشلة، إذ يطالب سكانهـا النظر بجدية في مشاكلهـم التنموية والتكفل بانشغالاتهـم ، التي لا تقل عن غيرهـا من انشغالات باقي مناطق الظل. أين عبر السكان عن غضبهـم الشديد من التجاهـل الذي تنتهـجهـ الجهـات المعنية تجاهـ الأوضاع المفروضة عليهـم، وتركهـم يواجهـون صعوبة وقساوة الحياة بهـا دون تحريك أي ساكن، أو إصدار مخططات تنموية تساعدهـم على الظفر بالحياة الهـادئة والعيش الكريم.. فالمعاناة هـنا بمنطقة أولاد خوشة واحدة والمشاكل متعددة ، يتصدرهـا انعدام المياهـ الصالحة للشرب خاصة في مثل هـذهـ الأيام الحارة. أين يقطع السكان عشرات الكيلومترات بحثا عن قطرة ماء بدلاء تروج لا محالة للحياة البدائية، ففي السابق كانت البلدية تسخر صهـاريج للمنطقة إلا أنهـا اليوم لم تعد تتفقد حتى المنطقة. أما الحديث عن النقل فحدث ولا حرج فهـو اليوم يعد الهـاجس الأكبر ، خاصة وأن المنطقة جبلية تحتاج إلى وسائل نقل عمومية. وتكثر هـنا معاناة النساء الحوامل أين يجد أرباب الأسر معاناة كبيرة في نقلهـن إلى المستشفيات خاصة ليلا دون الحديث عن المرضى أيضا أين يفرض هـنا أصحاب “الكلونديستان” سياستهـم وأسعارهـم على هـؤلاء المواطنين البسطاء. ناهـيك عن الحالة السيئة للطرقات التي تحتل صدارة مشاكلهـم، خاصة وأن هـذهـ الطرقات باتت اليوم سمتهـا الحفر و المطبات . هـذا و لاتزال العائلات هـنا تحتطب لأجل التدفئة شتاءا والطهـي عند فقدان قارورات غاز البوتان. في الوقت الذي تفتقر فيهـ لمراكز صحية وثقافية ودور الشباب والرياضة، ما نغص الحياة وحولهـا إلى جحيم لايطاق. وأمام تفاقم الأوضاع المزرية لقاطني هـذهـ المناطق ومعاناتهـم مع وضعية الماء، الغاز، الطرقات.. ناشد السكان المسؤولين بضرورة التدخل لإيجاد حلول لمشاكلهـم، وتعزيز تجمعاتهـم السكنية بالمشاريع التنموية لرفع الغبن عنهـم وتسوية أوضاعهـم الاجتماعية، وانتشالهـم من دائرة الفقر والتهـميش.
سهـام بوغديري