إياك والشر

 حكاية اليوم نريدها عبرة لمن يعتبر، وتتعلق بأحد الأشخاص الذي بدأ حياته المهنية حارس بوابة في إحدى المؤسسات العمومية  ثم ارتمى بين أحضان  مؤسسة خاصة في الأغلب لم يكن له راتب قار بقدر ما كان يتسلم منحا بعد أن استعمله أحد الشركاء لتعقب شركائه ومعرفة تحركاتهم والوشاية بهم؛ أي بالمختصر قد عمل جاسوسا للمعني .

ورغم أن صاحبنا معروف في الوسط بانتهازيته فهو يعيش على الغير في المقاهي والمطاعم وحتى السجائر !  والغريب أن الذين كانوا يمنّون عليه سرعان ما تنكر لهم وتطاول عليهم وعاملهم معاملة الاستكبار ! فإنه في المؤسسة الخاصة اقتنص فرصة احتكاكه بأحد مديري المؤسسات الكبرى، ليصبح واحدا من كوادر مديرية تلك المؤسسة وفي ظرف قياسي، ولم تتح هذه الفرصة حتى لأقدم وأكفأ الإطارات.

 ورغم المنصب الحساس فإن صاحبنا هذا لم يهدأ ولم ينظر إلى مستقبله ويقلع عن عاداته السيئة بل تمادى في الوشاية و”التخلاط” وكان وراء قطع أرزاق العديد من الإطارات النزيهة التي رفضت أن تسايره في توّجهه.

وفي عهد العصابة تمكن من مد الجسور مع نافذين ووزراء وأفرط في الهدايا بعدما كان يفتقر لثمن فنجان قهوة.

 وحسب أحد الشهود والعهدة عليه فإنه قدم رشوة بـ 15 مليون سنتيم لأحد أصحاب الكاميرات من أجل لقطة تُلمع صورته وتجعله أحد نجوم شاشة التلفزيون.

وتسلّل في عهد العصابة إلى أوساط القرار واستطاع أن يرشح أحد أصدقائه ليكون رئيسا مديرا عاما، ثم ضغط على هذا الأخير ليكون أحد معارفه مديرا عاما للمؤسسة التي يشتغل لحسابها، وفي فترة وجيزة أصبح هذا الذي كان لا يملك ثمن قهوة أحد وجهاء المدينة بعقارات وسيارات وحسابات بالملايير يقال أنها من عائدات الممارسات غير المشروعة داخل المؤسسة،

 ولكن دوام الحال من المحال وسرعان ما وقع ومن معه في فخ التحقيقات من قبل العيون الساهرة التي لا تنام، وأصبح اليوم مشردا بين الولايات لا سلطة ولا جاه وعاد إلى نقطة البداية وما خفي أعظم ولكن في الحصيلة إياك والشر فإنه يأتي اليوم الذي ينقلب عليك.

مقالات ذات صلة

الرياضة المدرسية والجامعية واستعادة مجدنا الضائع

sarih_auteur

توزيع “السوسيال” من الحل إلى المشكلة ببلدية عنابة

sarih_auteur

توزيع “السوسيال” من الحل إلى المشكلة ببلدية عنابة

sarih_auteur