شعيب بوسلامة
يقضي نادي اتحاد عنابة أسوء فترة تسيير في تاريخه، حيث استنفدت إدارة زعيم كل النقاط السلبية هذا الموسم، من غياب عن ساحة التسيير إلى عدم تسديد رواتب اللاعبين والعمال، إلى عدم تخليص النادي من هاجس الديون الذي يثقل كاهله منذ عهد الرئيس السابق عيسى منادي.
ومما زاد الطين بلة غياب إدارة زعيم المتواصلة عن أروقة النادي منذ تبخر حلم الصعود، لدرجة أنه لا أحد يسير النادي من الناحية المالية والفنية، بعد استقالة الطاقم الفني قبل لقاء شبيبة بجاية، في صورة تعكس الوضع المزري الذي آل إليه نادي اتحاد عنابة في أسوء نسخة صورة له في تاريخ النادي.
الاتحاد أصبح لقمة صائغة ومحطة سهلة لرفع المعنويات
بعد أن كان اتحاد عنابة بعبعا يخاف منه جميع فرق القسم الوطني الثاني، تحول الفريق العنابي الآن إلى لقمة صائغة لجميع الفرق من أجل تحقيق غايته، سواء تحسين مرتبته في سلم الترتيب أو تحقيق البقاء مثلما فعلت فرق، مولودية العلمة، مولودية بجاية، شبيبة بجاية، كل هذه الفرق استعادة عافيتها من بوابة الفريق العنابي، حيث عجز الاتحاد عن تحقيق الانتصار في آخر ست لقاءات، تعادل في مناسبتين وخسر في أربعة، مسجلا بذلك سقوطا حرا في مرحلة الإياب.
من حسن الحظ أن الفريق ضمن بقاءه مبكرا
من حسن حظ فريق اتحاد عنابة أنه ضمن بقاءه في حظيرة القسم الوطني في الجولة الثالثة من مرحلة الإياب من الموسم الكروي، حينما فاز بالداربي العنابي على حساب حمراء عنابة، من حينها والفريق العنابي يمر بفترة فراغ رهيبة جعلته يعجز حتى عن تسجيل الأهداف والمحافظة على نظافة الشباك.
وكانت الكارثة ستحل على الفريق العنابي لو لم يضمن بقاءه مبكرا في ظل التراجع الرهيب على مستوى النتائج في الجوالات الأخيرة، الأمر الذي جعله يتدحرج من المرتبة الأولى إلى المرتبة الرابعة.
زعيم في حالة ضياع منذ 20 جانفي؟؟ !!
دخل رئيس الشركة المحترفة لنادي اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم، قائمة المفقودين منذ أزيد من شهرين، حيث يعود آخر ظهور للرئيس الاتحاد إلى مباراة فريقه ضد مولودية بجاية التي احتضنها ملعب المجاهد يوسف بن علي، من حينها لا أثر لرئيس العنابي في ولاية عنابة.
كما لا يرد المسؤول في النادي العنابي على اتصالات أسرة النادي في خرجة أثارت حيرة واستغراب الجميع في هذا الظرف بالذات، بالرغم من أنه معروف عليه حبه للفريق، إلا أن خرجاته الأخيرة، ستظل راسخة في أذهان عشاق الفريق.
اللاعبون دون أجور طيلة ثمانية أشهر
كمعظم الفرق الجزائرية على اختلاف الدوريات التي تنافس فيها، لم يتقاض لاعبو اتحاد عنابة أجورهم الشهرية طيلة ثمانية أشهر، حيث ضخت إدارة الفريق العنابي أجرتين فحسب في حسابات اللاعبين، مع تسليمهم لمنح الفوز 13 منحة، وهذا ما انتهجته الكثير من الإدارات هذا الموسم، الأمر الذي جعل اللاعبون يدخلون في إضرابات متكررة، ومنه نتج تبخر حلم الصعود.
عمال النادي يتحايلون مع الدنيا في شهر رمضان
تحول اتحاد عنابة من نادي ينشط في الرياضة وفي كرة القدم بشكل خاص، إلى عبارة عن جمعية خيرية، حيث يعمل فيه العمال من دون مقابل، مثلما يحدث مع الطاقم الفني والطاقم الطبي، وحتى اللاعبين، الأمر الذي جعل الكثير منهم يمتهنون مهنا أخرى في سبيل تحصيل قوت يومهم، خاصة في ظل المصاريف الكبيرة التي يعرفها شهر رمضان الكريم.
مدربو الفئات الشبانية من دون أجور طيلة الموسم
يعمل مدربو الفئات الشبانية بما فيهم من الأطقم الطبية والإدارية بالمجان في نادي اتحاد عنابة، حيث لم يتقاضوا أي سنتيم طيلة أطوار الموسم، الأمر الذي جعل مدير الفئات الشبانية الدكتور عز الدين قرين يدق ناقوس الخطر، حيث صرح بأنهم لم ينالوا ولا سنتيما على مدار الموسم.
وذهب أحد مؤسسي نادي اتحاد عنابة إلى أبعد من ذلك وقال بأن تدريبات الشبان هذا الموسم من دون عتاد راضي ولا حتى مكان للتدريبات في صورة تعكس الوضعية المزرية التي تسببت فيها الإدارة الحالية للنادي التي تسير بالفريق من سيء إلى أسوء.
التاريخ سيدون كل شيء
لن ينس جمهور اتحاد عنابة الوضعية التي سادت الموسم الكروي لفريقهم هذا الموسم، من تبخر حلم الصعود مبكرا، إلى الفراغ الإداري الرهيب، إلى الإضرابات المتكررة للاعبين.
حيث سيتم تدوين ذلك في مزبلة النادي وكل من كان وراء هذه المهازل التي تحدث في البيت العنابي، ليكون الضحية هو المناصر كالعادة الذي يدفع ثمن حبه وتعلقه بفريقه غاليا والذي بات وفيا لخذلان أنصاره وعدم تحقيق غايتهم، بعد أن ترسم بقاء الفريق العنابي لموسم آخر في بطولة القسم الوطني الثاني.