أورار لخالات” يخرج إلى النور

أضحى عدد النساء اللاتي يزاولن نشاطا فنيا في منطقة القبائل في ارتفاع مضطرد، حيث يعتبرن الفن وسيلة لتحقيق الذات. وما فتئ عدد الفتيات المنخرطات في النوادي الفنية التابعة لمديرية الثقافة والفنون بتيزي وزو، يزداد باستمرار، بفضل تشجيع أوليائهن لهن، مما يجعلهن يكرسن أنفسهن لممارسة هذه الهواية أو الموهبة بكل جدية.

هو الأمر الذي مكنهن من إبراز قدراتهن بكل فخر وثقة في النفس، بالقاعات المسرحية وكل الفضاءات الثقافية، حيث يتم تشجيعهن وتكريمهن والترحيب بهن، بعد أن كان الفنان في وقت غير بعيد، يلجأ إلى استعمال اسم مستعار، حسب ما أفاد به بعضهم لـ”وأج”. وقد كان الفن يمارس في ظروف معينة، مثل الحفلات و”التويزة” (عمليات تطوعية)، حيث تقوم النساء بأداء الأغاني الشعبية فيما بينها، دون أن  يعرضن أنفسهن على الخشبة، كما أكده الفنانان أنيسة وكمال حمادي.

وأصبحت العائلات بتيزي وزو راهنا من تقوم بتشجيع أطفالها، إناثا وذكورا، على ولوج عالم الفن الذي أضحى وسيلة لتحقيق الذات.

وهو الأمر الذي أكدته المديرة الولائية لقطاع الثقافة، نبيلة قومزيان، التي تعتبر فنانة من الرعيل الأول، إذ سبق لها أن مارست الرقص الكلاسيكي منذ نعومة أظافرها بدار الثقافة “مولود معمري”، إضافة لإجادتها العزف على الكمان.

مشيرة إلى تسجيل مصالحها لإقبال كبير من طرف النساء من كل الأعمار، على التسجيل بورشة فنية، فتحتها المديرية المحلية للثقافة والفنون عبر الهياكل الثقافية المختلفة في الولاية.

يعتبر النوع الغنائي النسوي الشهير “أورار لخالات”، من بين أكثر الفنون التي تسمح للمرأة بتنمية ذاتها، وفق شهادات العديد منهن. وبادرت مديرية الثقافة هذه السنة، إلى فتح نادٍ لتعلم فن “أورار لخالات”، وقد أثارت النساء اهتماما كبيرا، لاسيما عبر القرى.

وبعد أن أفادت قومزيان بتسجيل أزيد من 30 امرأة في هذا النادي، أشارت إلى إطلاق مصالحها بالموازاة، مسابقة “أورار لخالات” عبر الشبكة العنكبوتية، حيث قامت أكثر من عشرين فرقة نسوية بمشاركة عروضها المختلفة، من خلال بثها عبر الصفحة الرسمية لمديرية الثقافة، على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي.

ووفق نفس المسؤولة. تعكس هذه العملية، مستوى إثبات الذات الذي حققته المرأة من خلال الفن، وأكدت مديرة الثقافة، التي أشارت إلى أن “مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها في إطار هذه المسابقة، كانت فرصة لنرى تعابير وجه استثنائية، تترجم السعادة التي تنبع من هؤلاء النساء، اللائي قمن بتسجيل فيديو، بعد أن تزينن بأجمل ما لديهن من فساتين وحلي تقليدية، وغنين وسط ديكور جميل يذكرنا بالتراث المحلي”.

استرسلت بالقول، إن الغناء لا يسمح فقط بتطوير ذات المرأة، بل يؤثر كثيرا على ذهنية محيطها وسكان قريتها، كما أنها تعبر عن تجربة حياة” مؤكدة أن “الأمر لا يتعلق بمجرد غناء، بل هو أعمق من ذلك، هو شيء دفين في كيان كل امرأة”، وذكرت أن النساء، كن دائما يعبرن عن أنفسهن من خلال الفن، عبر مختلف الأشكال التي كن يرسمنها على جدران البيوت التقليدية والفخار، أو ينسجنها بأناملهن على السجاد، والتي تحتفظ بأسرارها ولم يكن يعرف معانيها الرجال وقتها.

ق. ث

مقالات ذات صلة

على إثر فاجعة واد الحراش.. تأجيل النشاطات الاحتفالية المبرمجة

sarih_auteur

تحتضنها دار الثقافة “محمد بوضياف”.. “أدب السجون”.. صوت الحرية خلف القضبان في ندوة فكرية بعنابة

sarih_auteur

انطلاق تصوير الفيلم الوثائقي “مارفال في ميدان الشرف” ببوسعادة

sarih_auteur