أسواق رحمة خارج الخدمة.. أسعار مبالغ فيها وندرة في عدة مواد
موساوي لمين
كشفت أمس الاثنين لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافة والشؤون الدينية والوقف والرياضة والشباب خلال الدورة العادية الأولى للسنة الحالية تقريرا يبرز مدى فشل مديرية التجارة في تسيير التحضيرات لشهر رمضان.
فمن غياب الرقابة على الأسعار والفجوة الفاضحة بين أسعار الجملة والتجزئة إلى غياب إستراتيجية واضحة لتغطية العجز في المواد الأساسية، وصولا إلى تنقيط 1/12 لمشروع أسواق الرحمة.
عجز في التغطية بمادة زيت المائدة بـ 25 % ومدير التجارة يوضح
ككل سنة ومع حلول شهر رمضان يتضاعف استهلاك مادة زيت المائدة بمقدار 20 إلى 25 % ما يخلق عجزا، وندرة في الأسواق والمحلات لهذه المادة.
وبعد تساءل لجنة الشؤون الاجتماعية حول كيفية تغطية هذا العجز، تدخل مدير التجارة لولاية عنابة ليوضح بأن مصالحه قد سطرت برنامجا يهدف لمراقبة التزويد اليومي لهذه المادة من الممونين.
وقال مدير التجارة إن الاستهلاك اليومي لهذه المادة يقدر بـ90 إلى 100 طن يوميا، ويتم التموين بهذه المادة بكل من مصنع “لابال” الذي يوفر 80 طنا منها 30 طنا موجهة لأسواق الولاية، كما أن “سيفيتال” توفر 25 طنا ومصنع “عافيا” 14 طنا من مادة زيت المائدة بشكل يومي، وشركة “ديكوبا” هي الأخرى توفر 10 أطنان، ولسد العجز قامت مديرية التجارة عبر المتعاملين بالتنسيق مع مصنع للزيت بعين مليلة والذي سيوفر 20 طنا بشكل يومي، وحسب ذات المسؤول، فإن الانضباط في التزويد بهذه الكمية بشكل يومي سيحقق الاكتفاء بالأسواق.
ولايات مجاورة تستولي على حصة عنابة من بودرة الحليب
إن الكميات المنتجة من الحليب المدعم لولاية عنابة لا تلبي حاجيات سكان الولاية طوال السنة رغم توفرها على 7 ملبنات 3 منها تنتج الحليب المدعم وحليب البقر وواحدة فقط تابعة للقطاع العام، وذات بعد جهوي (ملبنة إيدوغ)، حيث يمثل متوسط الإنتاج اليومي للحليب المدعم 109000 لتر يومي، أما متوسط إنتاج حليب البقرة هو 7110 لتر يوميا، كذلك يقدر متوسط الإنتاج اليومي للحليب المعلب بمجموع 13000 لتر يوميا.
وككل رمضان يتم تخصيص حصة إضافية من مسحوق الحليب من طرف الديوان الوطني للحليب ومشتقاته تقدر بـ 5000 طن شهريا حسب ما أشار إليه مسؤول القطاع.
وفي السياق، لاحظت لجنة الشؤون الاجتماعية من خلال الخرجات التي قامت بها عدة ظواهر مقلقة للغاية ومن بينها ظاهرة بيع الحليب المدعم المشروطة وهذا ما يمنعه القانون بتاتا وكذلك الطوابير اللامتناهية للمواطنين لاقتناء هذه المادة الحيوية.
من جهة أخرى، أوضح أن كمية بودرة الحليب المخصصة لولاية عنابة أصبحت غير كافية وذلك لاستفادة عدة ولايات مجاورة منها وخاصة في شهر رمضان أين يكون الإقبال على هذه المادة الحيوية كبير.
فجوة بين أسعار الجملة والتجزئة للخضر والفواكه.. والبطاطا “نار”
لاحظت لجنة الشؤون الاجتماعية خلال زيارتها لسوق الجملة والأسواق المركزية بالولاية فارق كبير بين أسعار الجملة وأسعار التجزئة مما يؤثر سلبا على القدرة الشرائية لدى المواطن.
تتوفر الولاية في مجملها على سوق جملة واحد، إلا أن أداءه يبقى متواضع ولا يرقى إلى تطلعات قاصديه من التجار والزبائن، وعليه فإن الولاية أصبحت بحاجة إلى استحداث سوق جملة جديد ذو طابع جهوي وبمقاييس جديدة تتماشى مع متطلبات الحداثة –حسب تقرير اللجنة-.
وبالرغم من توفر المنتجات الفلاحية، إلا أن مادة البطاطا تعرف ارتفاعا جنونيا وعدم استقرار أسعارها.
وفي السياق، اشتكى سابقا المنتجون من التعسف المنتهج من قبل القائمين على سوق الجملة من ناحية عدم احترام تسعيرة الدخول.
هذا وأكدت اللجنة على ضرورة الاهتمام أكثر بنظافة السوق وبقية مرافقه، مع العلم أن عملية كرائه لا تقل سنويا على 6 ملايير و200 مليون سنتيم مع زيادة ما قيمه 10 % كل سنتين.
مشروع أسواق الرحمة يكلل بالفشل
كانت الآمال هذه السنة في استحداث سوق رحمة على الأقل بكل بلدية وخاص, البلديات الكبرى، إلا أن الجهات المعنية بمشروع سوق الرحمة لم تستطع حتى تهيئة المساحات المعمول بها من قبل.
باستثناء سوق عطوي بالحجار سجلت لجنة الشؤون الاجتماعية عدة ملاحظات سلبية، كغياب العملية التجارية من المنتج مباشرة إلى المستهلك، وعدم دخول سوق الرحمة بسيدي عمار قيد الخدمة وهي المساحة التي تتسع لأكثر من 51 خانة، أما سوق حي واد فرشة وبالرغم من تأكيد رئيس البلدية على فتحه إلا أن المستفيدين من هذه السوق يرفضون العودة إليه بالرغم من توفره على 54 خانة بالداخل وإمكانية استحداث 54 خانة أخرى خارجه غير مستغلة منذ 2018.
وفي السياق، أصبح المستفيدون من هذه الخانات عرضة لفسخ عقودهم إن لم يستغلوا هذا الصرح التجاري خلال شهر رمضان.
وضع برنامج بالتنسيق مع مختلف القطاعات
قصد التحضير الجيد لشهر رمضان وبعد برمجة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشؤون الدينية والأوقاف والرياضة والشباب برامجها، عكفت الأخيرة على عقد اجتماعات مع رؤساء المجالس الشعبية البلدية الـ12 وكذا مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، ومديرية الشؤون الدينية، ومديرية الثقافة، ومديرية الشباب والرياضة ومديرية النقل ومديرية البريد والمواصلات والهلال الأحمر إلى جانب الكشافة الإسلامية.
كما قامت اللجنة بتقييم العملية التضامنية لشهر رمضان، والتي تندرج في إطار التكفل بالطبقة المعوزة والتي بلغ عدد المسجلين فيها 45883 شخصا، وبعد عملية التطهير التي قامت بها اللجان البلدية، خلصت العملية إلى استفادة 40 عائلة بزيادة تقدر ب2825 مقارنة بالسنة الفارطة حيث كان عدد المستفيدين 37373 شخصا، أين سجلت اللجنة عجزا كبيرا لدى عدد من البلديات لولا تدخل عديد الهيئات بمساهمات متفاوتة، لسد العجز ليصل المبلغ المرصود للعملية 401980000دج.
وفي السياق، ساهمت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية عنابة في التحضير لشهر رمضان، أين ستنظم الأخيرة بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان عملية ختان للفئات المحرومة لفائدة كل البلديات وتتم العملية بالمؤسسات الصحية العمومية والمصحات الخاصة.
كما تمت برمجة إفطار جماعي على شرف الأشخاص المسنين والأيتام بالمؤسسات المتخصصة التابعة للقطاع، ومرافقة ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى مكاتب البريد للحصول على المنحة التضامنية وتشجيع المحسنين على فتح مطاعم الرحمة للمعوزين وعابري السبيل بعد تجديد اللجنة التقنية القطاعية متكونة من مديريات الحماية المدنية، الصحة والسكان والتجارة مع ممثل عن البلدية وتقوم ذات اللجنة بالوقوف على توفر الشروط الأمنية والصحية من أجل منحه.
من جهة أخرى، ساهمت المديرية في المنحة التضامنية بنفس مبلغ السنة الفارطة والمقدر ب 31000000دج.
موسم الاصطياف.. تحضيرات عادية وروتينية
ما سيميز موسم الاصطياف هذه السنة هو حلوله بنفس برنامج السنة الفارطة، فباستثناء وضع فندق واحد حيز الخدمة لا توجد مشاريع أو هيكلة سياحية، تعيد الاعتبار لجوهرة الشرق.
واكتفت الهيئات المعنية بالتخطيط لتفعيل المخطط الأزرق وإنشاء نقاط توقف موسمية لسيارات الأجرة، والأخذ بعين الاعتبار الوقاية من الأمراض المعدية وتكثيف حملات النظافة.
لتبقى الثورة السياحية مؤجلة إلى أجل غير مسمى، وإعادة الاعتبار لولاية عنابة مراد لم يبلغ رغم نداءات الفاعلين.