من العلامات الفارقة في ولاية عنابة، خاصة في عاصمتها اجتهاد بعض الجهات والمصالح في خدمة الأحياء التي توصف بالراقية، بل والتفاني في خدمتها من أجل الوصول إلى إرضاء أرباب المال و الأعمال وأصحاب النفوذ المقيمين فيها، فتراهم يحرصون على تقليم الأشجار والرعاية اليومية للمساحات الخضراء والتدخل السريع لترقيع أي حفرة في الطريق العام، وقد يصل الأمر إلى تموين بيوت البعض بصهاريج المياه للتودد والتقرب من أصحاب القرار.
وفي تلك الأحياء لا تتعطل الإنارة العمومية مثلا وتفوح حتى رائحة القرنفل والياسمين، ومع الأسف فإن هذا الاهتمام المبالغ فيه والذي يصل إلى حد “الشيتة” باستعمال وسائل وتجهيزات من المال العام، ومع الأسف فإن كل ذلك يغيب في الأحياء التي تقطنها طبقة العمال والكادحين، فهناك لا تنظم عمليات حتى سنوية لتقليم الأشجار، وقد ترمي تلك الأشجار بأغصانها وظلالها إلى الطريق العام لتعرقل حركة السير وتعطل حركة الراجلين على الأرصفة، وقد تنمو الحشائش الضارة لتتجاوز المتر ورغم ذلك لا ترى عند تلك المصالح، وتتسرب المياه المستعملة، وقد تظل كذلك لأشهر بل قد تصل إلى سنوات، دون أن يعبأ بها أحد أو يتم التدخل لإصلاحها، وتنقطع الإنارة العمومية وتغرق أحياء كاملة في الظلام، ولا تهب مصالح الصيانة لإصلاح الوضع لأنها مطمئنة بأنه لا يصلها الهاتف من جهات أخرى، وهنا نتساءل لماذا يقوم البعض من المسؤولين بالمفاضلة بين الأحياء الراقية والأحياء المعدومة، ولماذا تضرب “الشيتة” هناك ويتم التجاهل هنا لأحياء المناطق الفقيرة التي قد يسكنها أبناء جلدتهم ورفاق حياتهم، فما أحسن أن يكون المسؤول عادلا ومنصفا مهتما بأحياء الفقراء تماما كما يهتم بحياة الأغنياء.