يكتبه: خميسي غانم
استغربت من الجهات المسؤولة على رعاية الشأن العام في ولاية عنابة والتي تحركت فجأة وبالسرعة السادسة لتنفيذ بعض الأشغال الترقيعية والتي لا هدف لها إلا استقبال الرئيس الإيطالي اليوم بعنابة، في الوقت الذي كان على تلك الجهات أن تقوم بهذه الأعمال بطريقة روتينية ويومية في إطار المهام المسندة لها، خاصة داخل المؤسسات الرسمية والتي يفترض أن القائمين عليها يتلقون أجورهم من الخزينة العمومية، التي يمولها المواطن من أجل توفير مختلف الخدمات وتحسين محيط معيشته.
فهل كان يتطلب مثلا صيانة طريق ساحة الثورة زيارة الرئيس الإيطالي للتدخل وسد ثغراته وحفره واهترائه والتي أحكمت قبضتها عليه طيلة أشهر طويلة، أمام مرئ ومسمع الجميع؟، وهل كان يتطلب الاعتناء المساحات الخضراء على مستوى محطة القطار زيارة ضيف الجزائر لتعلن حالة الطوارئ وتسارع الإدارات ساعات الزمن لتقليم وزبر أشجارها وقطع حشائشها الضارة،
وبالمناسبة، فإن وضعية المساحات الخضراء في قلب عنابة وفي الكور بالذات، أصبحت مزرية بعد أن امتدت أغصان الأشجار إلى الأرصفة المقابلة، وتنامت الحشائش وأصبح الكور أقرب إلى الغابة نتيجة الإهمال وعدم التدخل والمعالجة.
وهل كان الاهتمام بمحور دوران جوانو وبمحاذاة الميناء يتطلب زيارة ضيف الولاية، وضيف الجزائر، للقيام عليه وزبر حشائشه وجبر ما تلف منه، وإعادة طلائه في مدة قياسية، رغم أن المنطق كان يفرض على مديرية الأشغال العمومية الاهتمام به يوميا لطبيعة موقعه ووجوده مباشرة عند مدخل المدينة.
كان على مديرية الأشغال أن تهتم بعشبه الطبيعي، حتى لا نستقبل ضيفنا وضيف الجزائر، بهذا الوجه البائس والحشائش المتطفلة اليابسة لضيوف الجزائر.
فماذا كان يضر مثلا مديرية الأشغال أن تضع وسط هذا المحور مجسما كزورق صغير أو مرساة ضخمة ترمز إلى طبيعة المدينة البحرية، لأن التنمية هي عمل دائم ومتواصل ويومي، ولا تقبل تفعيلها تحت مخطط الطوارئ لأنها حين ذلك تتحول إلى مجرد بريكولاج.