الحنين إلى “الكادر”

مع الأسف الشديد بعض الأحزاب عندنا مازالت لم تستوعب بعد أن الجزائر اليوم تختلف اختلافا كليا عن جزائر ما قبل 2019، ومع ذلك فإن تلك الأحزاب مازالت تشعر بحنين غامر لمرحلة الولاء المطلق للأشخاص بدل الوطن، ورغم الرسائل القوية التي أرسلها رئيس الجمهورية للجميع بعد ما وقع في جامعة باتنة، فإن أحزابا عديدة وبحكم مرضها المزمن و هواياتها المتعددة في الاحتكام إلى الانتهازية من أجل التسلق والانتفاع مازالت لم تتب بعد ومازالت تصر على عدم النشاط النزيه بالبرامج وبالأفكار وبإقناع المواطن بتوجهاتها مما جعلها تبتعد يوما بعد يوم عن وعاء الناخبين الذي أدار ظهره لأغلبية الأحزاب ولم تعد له ثقة في كل هذا المشهد السياسي إلا في الرئيس تبون لما أظهره من جدية للقطيعة مع ممارسات الماضي المقززة وعبادة الأشخاص عوض أن ترمي تلك الأحزاب بكامل ثقلها وتساهم في بناء الدولة وهو الهدف الأكبر الذي وضعه رئيس الجمهورية صوب عينيه منذ وصوله إلى المرادية وعبر التزاماته 54 ،ما جعل شعبيته تزداد يوما بعد يوم، وجعل الرئيس تبون نفسه يعول على الجزائريين والجزائريات أكثر من تعويله على غيره مما جعله رجل أكثر شعبية في الجزائر خاصة بين الشباب الذين لا يجد بعضهم من حرج بمناداته عمي تبون كدليل على قربهم منه ورهانهم عليه لاستعادة هيبة المؤسسات التي شارك جزء من الطبقة السياسية في إهدارها بالسلوكات “الكرنفالية” التي باتت سمة اللقاءات والتجمعات زمن العهد البائن، وفي الحقيقة على هذه الأحزاب أن تراجع نفسها وتحترم عقيدتها وتوجهاتها وتلتزم بمساندة فاعلة وفعالة لا تمس بالصورة المشرقة الجديدة للجزائر التي اكتسبتها بفعل إصرار رجالها وتفانيهم وصدقهم ومصداقيتهم في داخل البلاد وخارجها.

مقالات ذات صلة

 جرعة أوكسجين للمؤسسات المصغرة

sarih_auteur

“الكاف” التي لم نعد نعرفها…

sarih_auteur

“ما يلعبوش بينا الذر”

sarih_auteur