الصناعة الصيدلانية في الجزائر تخطو خطوة عملاقة

منال.ب 

تكشف المعطيات الواقعية أن قطاع الصناعة الصيدلانية في الجزائر خطا خطوة عملاقة لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الصحي، فإنتاج لقاح كورونا الذي تم عشية الاحتفال بستينية الاستقلال، كشف عن قدرة الجزائر على تصنيع لقاحات أكثر تعقيدا على مستوى مخابرها.

 فجملة التسهيلات التي أقرتها الحكومة في مجال الاستثمار بصفة عامة وصناعة الأدوية خاصة، سمحت بإقامة عشرات المصانع، الوحدات الإنتاجية وعديد المخابر المتخصصة عبر عدة ولايات، وبفضل نوعية التكوين الذي تقدمه الجامعات لا سيما في مجال اختصاص الصيدلة حققت الصناعة الصيدلانية الجزائرية نسبة فاقت 70 بالمائة في تغطية الاحتياجات الوطنية، حيث نجحت قبل أشهر في تصنيع لقاح كورونا بمخابر أحد فروع شركة صيدال بقسنطينة، في تحد أثبت القدرات والمؤهلات التي تمتلكها الجزائر.

ويعتبر إنتاج لقاح كورونا سابقة، فبعد أشهر فقط من إنتاجه تحصلت الجزائر على ترخيص لإنتاجه في مخابرها حصريا في إفريقيا، وهي طفرة نوعية في مجال الصناعة الصيدلانية من شأنها إرساء دعائم متينة لاقتصاد صيدلاني يخلق الثـروة في الجزائر، ويحقق الاكتفاء الذاتي ويسعى القائمون عليه لتقليص فاتورة الاستيراد، من خلال التوطين المتزايد لعديد المشاريع الموجهة لإنتاج المزيد من الأدوية.

وفي هذا الإطار، أشاد نائب رئيس الفيدرالية الدولية للصيدلة الدكتور والخبير، هياغ بروسبير، الذي يمثل دول القارة الإفريقية بالفيدرالية الدولية للصيدلة، بمناسبة الملتقى السادس للفيدرالية الجزائرية للصيدلة المنعقد ما بين 21 و23 ديسمبر الجاري بهذا الإنجاز ودعا جميع دول المنطقة إلى “توحيد البرامج البيداغوجية بالجامعات ورفع التحدي لضمان استقلالية قارية لتوفير أدوية ذات نوعية” بأخذ الجزائر كـ “نموذج لضمان تغطية صحية وطنية” في مجال صناعة الأدوية.

ومن جهته أبرز رئيس الفيدرالية الجزائرية للصيدلة البروفسور عبد الحكيم بوديس أن الطبعة السادسة لملتقى الفيدرالية سلطت الضوء على تحسين التكوين بالقارة الأفريقية بالتعاون مع كلية الصيدلة لمدينة بوردو الفرنسية التي تجمعها شراكة مع كلية الصيدلة لجامعة الجزائر وذلك قصد الاستفادة من تجربة الدول المتقدمة والارتقاء بشعبة الصيدلة كحلقة “هامة” في سلسلة المنظومة الصحية، كما أشار خلال هذا اللقاء العلمي الذي جاء تحت شعار “الصيدلة في قلب الابتكار” على دور الصيدلي في التعليم العلاجي وتأثير الطب الدقيق والرقمنة في إنتاج الأدوية.

ومن جانبه ذكر عميد كلية الصيدلة بجامعة الجزائر العاصمة، البروفسور رضا جيجيك، بالدور الذي لعبه الصيدلي خلال الأزمات الصحية المختلفة لا سيما جائحة كوفيد-19 التي أجبرت الجامعة على مواصلة التدريس عن بعد وقد لاقت هذه الطريقة، ترحيبا كبيرا لدى الطلبة والأساتذة لتفادي سنة بيضاء.

وبدوره ثمن رئيس قسم الصيدلة بكلية الطب لجامعة تيزي وزو الإجراءات الجديدة التي وضعتها السلطات العمومية المحفزة لخلق مؤسسات ناشئة، مؤكدا على ضرورة مرافقة الجامعة للمتخرجين الجدد الراغبين في هذه العملية، من خلال الجسور التي تم إنشائها بينها وبين المؤسسات الوطنية لتطوير الاقتصاد الوطني.

 

مقالات ذات صلة

عون :ملتزمون بمرافقة مركب الحجار لتمكينه من استعادة مكانته 

sarih_auteur

رئيس الجمهورية يدعو إلى تعزيز الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز

sarih_auteur

شبيرة بوعلام : قمة الجزائر للغاز فرصة لبلورة رؤية إستراتيجية واحدة

sarih_auteur