القوة تصنع المجد

يكتبه: خميسي غانم

على ما يبدو، فإن في عالم اليوم أصبحت القوة وحدها هي من تستطيع أن تصنع مجد الدول، فلا يكفي التفوق الاقتصادي والنفوذ السياسي والقوة التكنولوجية لصناعة مجد الدول، وهو ما أدركه قيصر روسيا “بوتين”، الذي يتحرك اليوم مدفوعا بإعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وضرورة إعادة التوازن للعالم الذي ضاع بفعل غطرسة أمريكا والدول التي تقف خلفها.

ولتحقيق ذلك أدرك “بوتين” أن الدولة لتفرض منطقها في هذا العالم المتوحش اليوم وتسجل تواجدها في العلاقات الدولية وعلى المستوى الإقليمي، عليها أن تملك قوة موازية هي قوة الدبابة وفعالية راجمات الصواريخ، وهذه الآلية وحدها هي القادرة على حجز مكانة للدولة والرقي بها إلى مستويات أفضل، لأن الهيبة لا تصنعها إلا القوة في عالم أصبح لا يؤمن إلا بالقوة، ولا يخضع إلا لمنطق القوة.

وأثبت “بوتين” من خلال عملية اجتياح أوكرانيا أن الغرب لا يمكن أن ينحني إلا بمنطق وجود الدبابة وفعالية الصاروخ، وأن المنطق الدبلوماسي وحده لا يفيد ولا يصنع بأي حال من الأحوال مجد الدول، بل أن المعايير الدولية اليوم تقول أن الدولة التي تفتقد إلى القوة وإلى مسعى فرض الهيمنة دولة هزيلة وغير جديرة باحترام بقية الدول، وأن ما يسوق له الغرب وعلى رأسها أمريكا من شعارات حقوق الإنسان ومحاولة تكريس ما تسميها بالديمقراطية هي مجرد شعارات لا تفيد الدول الضعيفة والكادحة، وأنها مجرد حق أريد به باطل، وأن عالم اليوم لا يؤمن إلا بقوة جيشك وفعالية ما يملكه من أفراد ودبابات وصواريخ وبوارج وغواصات في البحر ومروحيات وقاذفات القنابل في الجو، وعساها أن تكون تلك واحدة من نقاط القوة للدولة الجزائرية التي أدركت أن وحدة جيشها وقوة ما تملكه من أسلحة هي وحدها ما يمكن أن تصنع به مجدها الإقليمي والدولي، وربما يستفيد من ذلك ومن درس “بوتين” وروسيا جماعة “مدنية ماشي عسكرية” عندنا.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري