يشهد النشاط الفلاحي بالجهة الغربية لولاية سكيكدة تراجعا كبيرا، خلال السنوات الأخيرة، رغم توفر المحيطات والأراضي الفلاحية على الينابيع والكثير منها مربوطة بشبكة الري على غرار سهل الوربية بقرية السبتي معماش في بلدية بني زيد وكذا سهل تلزة الكبير الواقع بين بلديتي كركرة والقل، ناهيك عن تقلص النشاط الفلاحي في الجبال، مع تناقص رهيب في أعداد البيوت البلاستيكية والتي كانت قبل عقد من الزمن تعد بالآلاف!
وأرجع الفلاحون الذين انسحبوا من النشاط الفلاحي على هذه المحيطات الفلاحية سبب ذلك إلى الخسائر المتتالية التي تعرضوا لها لعدة مواسم متتالية، بسبب كساد المنتوج وبقائه في الحقول لغياب سوق للجملة بالمنطقة، وأضاف بعض من الفلاحين الذين ينشطون على هذه المحيطات الفلاحية أنه في وقت مضى وقبل عقدين من الزمن فقط، كانت هذه المحيطات الفلاحية والتي تربتها من أجود أنواع التربة، كما بها العديد من الآبار والوديان التي تقطعها، إضافة إلى أن غالبيتها ربطت مؤخراً بشبكة الري من سد بني زيد، كانت هذه المحيطات تستغل كاملة وبها الآلاف من البيوت البلاستكية، تخرج منها جميع الخضر، وكانت وقتها سوق للخضر والفواكه ببلدية كركرة، يقصدها التجار من كل ربوع الوطن قبل أن تقوم السلطات بتقزيمها، وذلك بعد توسيع الطريق الوطني المزدوج الذي يربط بلدية كركرة ببلدية القل الذي أخذ جزء كبير من السوق، فتقلصت مساحتها حتى أصبحت لا تكفي لعرض السلع وركن الشاحنات، ما جعل التجار يغادرونها ولا يقصدوها، وبقيت بذلك السلع التي تدخل السوق يومياً حكر على بعض التجار المحليين فقط، ومع قلة الطلب عن العرض تهاوت أسعار الخضر وتعرض المنتوج للكساد فهجر الفلاحون أراضيهم بذلك وتركوها عرضة للإهمال!
عمار زڨاري