النفايات قضية مجتمع بعنابة

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحمل مشكلة زحف النفايات ومحاصرتها للشوارع والأحياء والتجمعات السكانية بعنابة للسلطات المحلية والمؤسسات العمومية ذات العلاقة بهذا الملف لوحدها، فالمواطن بدوره يتحمل المسؤولية وكذلك جمعيات الأحياء وفعاليات المجتمع المدني التي عليها أن تحسس بهذا المشكل الذي استفحل حقيقة بعنابة، وجعل بصمة النفايات والأوساخ تطبع مدينة كانت تسمى إلى وقت قريب بجوهرة الشرق، وما كنا لتصل لهذا لولا الاختلالات في متابعة الوضع البيئي وعدم تحلي المواطن بالحس الحضاري، فالمواطن الذي يرمي بكيس نفاياته من الطبقات العليا في حي “عدل” بسيدي عاشور وحي باتريس لوممبا مثلا مسؤولا على هذه الوضعية ومكانته ليست في المدينة، والمواطن الذي يرمي بعشوائية القارورات البلاستيكية ويضع حتى كيس نفاياته في الطريق العام مسؤولا أيضا ولا يحق له العيش في المدينة، وجمعيات الأحياء التي لا يظهر بعضها إلا في المناسبات لالتقاط الصور مع المسؤولين مسؤولة أيضا، لأنها قلما نجدها في الميدان لتحسيس السكان بأهمية إطاره المعيشي ووضعه البيئي، والجمعيات التي لا تبادر بتنظيم حملات تنظيف أسبوعية داخل الأحياء ولا تنهي عن السلوكات المضرة الماسة بالبيئة مسؤولة أيضا، وفعاليات المجتمع المدني التي يفترض أن تقوم بعمليات تحسيس مباشرة مسؤولة أيضا، والتجار وأصحاب المحلات الذين يرمون في الشارع نفايات نشاطاتهم اليومية دون أن يكلفوا أنفسهم بجمعها داخل كيس بلاستيكي محكم الغلق ليسهلوا الأمر على عمال النظافة مسؤولون كذلك، فكلنا مسؤولون عن ما وصلت إليه هذه المدينة، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري