صاحبة رائعة “كيف رايي هملني” الفنانة سلوى ترحل إلى الأبد

ابتسام.ب

رحلت عن عالمنا صاحبة رائعة “كيف رايي هملني” الفنانة فطومة لميتي والمعروفة فنيا بـ”سلوى”، عن عمر ناهز الـ86 سنة، إثر تعرضها لجلطة دماغية.

ودخلت الفنانة الراحلة قبل أيام مصلحة العناية المركزة بإحدى العيادات الخاصة في الجزائر العاصمة، بعد تدهر وضعيتها الصحية.

وألقيت النظرة الأخيرة على جثمان الفنانة فطومة لميتي، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة.

وقدمت الراحلة طوال مسيرتها الفنية أعمالا راقية للجمهور الجزائري، حيث رافقت صاحبة أغنية “كيف رايي مهملني” بصوتها العذب وحضورها البهي أجيال الستينات والسبعينات.

وبدأت سلوى حياتها المهنية سنة 1952 بإذاعة الجزائر بتنشيط برنامج للأطفال كمذيعة في إذاعة الجزائر تحت قيادة رضا فلكي، قبل أن تتجه إلى باريس إبان الحرب التحريرية لتقدم أول برنامج مخصص للمرأة العربية في الإذاعة الفرنسية، ونشطت في حصص المرأة العربية، وهناك التقت، العمراوي الميسوم، الذي قلب الأغنية الجزائرية بنوع جديد حققت به سلوى شهرة كبيرة ابتداء بـ”لالة أمينة”، والتي كانت أغنية مرثية للملك محمد الخامس وأصدرتها مؤسسة باتي باركوني، واتبعتها بعدة اسطوانات ناجحة.

وكانت سفيرة فوق العادة للفن والثقافي، فبعد وفاة الميسوم جالت الأقطار العربية من تونس إلى ليبيا إلى مصر، الخليح، العراق، سوريا والأردن، ثم استقرت في الجزائر وسلكت اتجاه الأغنية المحلية “الحوزي” فأبدعت فيه وأنتجت الكثير في هذا اللون.

ولم تغفل في المناسبات الوطنية عن غناء الأوبيريت والأغاني المناسبتية.

كما أبدعت في الأغنية التراثية التي كان مشرفا عليها معطي بشير، ونجحت في جميع الطبوع الغنائية فقد غنت القصيد والموشح والطثطوقة والأنشودة.

من كتاب كلماتها الأخضر السائحي، محمد الحبيب حشلاف، محمد عجايمي، مصطفى بدوي، صالح سعداوي، عبد المجيد جديدي،جميل العاص، معطي بشير  ومصطفى التومي.

ولحن أغانيها عديد الملحنين من بينهم تيسير عقلة، معطي بشير، السعيد السايح، سمير مجدي، جميل العاص،سعود الراشد، جواد اموري وغيرهم، كما كتبت الراحلة ولحنت الكثير من أغانيها.

هذا وسمح صوتها الاستثنائي وثقافتها الموسيقية بتحسين أدائها أكثر فأكثر واقتحام الأغنية غداة الاستقلال، بحيث تعاونت مع محبوب باتي وبوجمية مرزاق الذي أصبح فيما بعد زوجها.

وفرضت موهبة الراحلة في أداء الحوزي كوريثة حقيقية للفنانة فضيلة الدزيرية بعد وفاتها.

وفي تجربتها السينمائية الوحيدة “حسان طاكسي” عام 1982 أبانت المطربة الكبيرة “سلوى” براعة وتمكنا في استخدام أدوات التمثيل البسيطة التي تمتلكها وتطويعها لتجسيد شخصية “عيشة” زوجة “حسان” سائق الطاكسي البسيط من أداء العملاق “رويشد”.

 وحققت توافقا عالي الجودة معه خاصة في الحوارات التي جمعتهما معا طيلة الفيلم الذي يروي في إطار درامي كوميدي الويلات التي يعيشها سائق أجرة “حسان” يجد نفسه من دون سابق إنذار متورطا مع رجل معتوه، (من أداء الراحل أبو جمال) تتوفى والدته داخل سيارته، مخصبا العديد من الأحداث والمواقف الطريفة، وأخرج الفيلم من إخراج الراحل محمد سليم رياض الذي شاركه رويشد أيضا في كتابة السيناريو، كما حل فيه ضيفا المطرب الجزائري الراحل روبير كاستال.

كما اشتهرت الفنانة الراحلة “سلوى” باستضافتها للنسخة الأولى من برنامج “ألحان و شباب” بمعية معطي بشير.

هذا وبعـث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الخميس، برقية تعزية إلى عائلة الفقيدة، أشاد من خلالها بمناقبها ودورها في تمثيل الألوان الوطنية في المحافل الدولية.

وقال الرئيس تبون في برقية التعزية: “تفقد الساحة الفنية اسما لامعا من ذلك الجيل الذي ارتقى بعطائه الفني، وأثرى الحقل الغنائي برصيد أصيل من الإبداع الراقي المرتبط بتراثنا الموسيقي المتنوع”.

وتابع:  “نودع بأسى وتأثر بالغ مطربة من ذلك الجيل الذي حمل حب الوطن في الوجدان وارتحل به إلى المحافل الدولية فخورا بتميزه وعراقته”.

وختم رئيس الجمهورية:” لقد كانت الفقيدة صوتا جزائريا أصيلا صادحا بالحس الوطني وإذ نودعها بألم وأسى أتوجه إليكم وإلى الأسرة الفنية في بلادنا بأحر التعازي داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته”.

من جهتها، اعتبرت وزيرة الثقافة والفنون، وفاء شعلال، أن الجزائر تفقد بوفاة “سلوى” واحدة من عمداء الفن، معبرة عن أصدق مواساتها في رحيل فنانة “خلفت رصيدا هائلا من الأعمال الفنية الجميلة والراقية ساهمت من خلالها في إثراء الخزانة الفنية الوطنية وأكسبتها قاعدة جماهيرية عريضة من المعجبين والمحبين للفن الجميل”.

مقالات ذات صلة

“الأيام الإبداعية الإفريقية” تسلط الضوء على الفنون والصناعات الثقافية

سارة معمري

نحو تأسيس مهرجان غزة الدولي “لسينما المرأة”

سارة معمري

مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. برنامج غني بأفلام تعكس مختلف الثقافات

سارة معمري