ابتسام. ب
بعد تذبذب ظرفي عاشته بعض المستشفيات بولايات الوطن جراء نقص الأوكسجين سجل تحسن في الوضعية بالمقارنة مع الفترة السابقة.
وحسب مصادر موثوقة لـ “الصريح” فان الجهود التي قامت بها سلطات الدولة على مستوى المحلي والوطني لمجابهة الأزمة التي عصفت بالجزائر خلال الأيام الماضية آتت ثمارها وبدأت في التلاشي.
ففي عنابة، وفي إطار إجراءات استعجالية لمواجهة الندرة الحادة في الأكسجين التي عرفتها المستشفيات وجراء الطلب المرتفع جدا على هذه المادة، بادر مركب سيدار الحجار مع بداية الأزمة إلى التفرغ لإنتاج الأكسجين للمستشفيات بدل نشاطه الاعتيادي، وهذا في أعقاب تلقيهم اتصالا من والي الولاية الذي كلّف المركب بتوفير الأكسجين الطبي، حيث بادر إلى توجيه 5 آلاف لتر من الأكسيجين يوميا لفائدة المرضى، ومون مركب الحجار يوميا “ليند غاز” أو “سيدار غاز” بـ5 آلاف لتر من الأكسجين الذي يتم توجيهه لتغطية حاجيات المستشفيات، للمساهمة في حل أزمة الأكسجين الطبي بشكل كبير على مستوى ولاية عنابة والولايات المجاورة على غرار سكيكدة والطارف.
وفي هذا الشأن، قال مدير مركب سيدار عنابة لطفي كمال مانع، أنه تطبيقا لتعليمات الوزارة الأولى ووزارة الصناعة بادر مركب سيدار بتموين المستشفيات بمادة الأكسيجين، الذي تنتجه الوحدات لتوفير كميات لتلبية حاجيات التي تطلبها المستشفيات، وهذا عبر متعاملين “ليند غاز” و”سيدار غاز” والآن نوزع 5 آلاف لتر يوميا للمستشفيات منذ منتصف الشهر، كما شاركت إدارة مجمع عطية لإنتاج الحديد والصلب بمنطقة برقوقة إلى الجهود الوطنية لتوفير مادة الأوكسجين الطبي مجانا، بطاقة إنتاج معتبرة، لتعبئة شحنات الصهاريج المخصصة لنقل الأوكسجين للمستشفيات الشرقية التي تعاني من نقص في هذه المادة الموجهة لإنعاش المرضى المصابين بكوفيد 19.
من جهته، ويقوم مركب الحديد بلارة بجيجل بنفس العملية، حيث تعمل الجزائرية القطرية للحديد والصلب، وهي أحد فروع مجمع “إيميتال” وثمرة شراكة جزائرية قطرية بتموين أيضا المستشفيات بمادة الأكسجين، التي تشهد ندرة حادة جدا خلال الفترة الأخيرة نتيجة الوضع الصحي الصعب وتفشي سلالة “دالتا” لفيروس كورونا، التي تتسبب في قطع الأكسجين عن عدد كبير من المصابين بالفيروس، وتعمل وحدة إنتاج الغازات بمركب الحديد والصلب ببلارة، على تمويل المستشفيات الثلاثة لجيجل وبعض الولايات المجاورة بالأكسجين، وذلك بعد شهر ونصف من تشغيل الوحدة وإجراء تحاليل أثبتت صلاحيتها للمجال الطبي، وقال سفيان شايب ستي المدير العام المساعد لمركب الحديد والصلب ببلارة للإذاعة الوطنية أمس، أن تشغيل وحدة إنتاج الغازات تم بأيدي عاملة محلية بعد الإغلاق الذي شهدته الجزائر.
وأضاف، أنه تم الشروع منذ شهر في عملية تزويد المستشفيات بالأكسجين المصنوع داخل الوحدة مع إجراء التحاليل، التي أثبتت أنه صالح للاستعمال الطبي، حيث تم تموين مستشفيات جيجل وكذلك ولايات أخرى مثل قسنطينة، تبسة، سطيف، بجاية، تيزي وزو، وحتى العاصمة والبليدة، وأضاف أن الوحدة تنتج 50 ألف لتر يوميا من مادة الأكسجين توزع كلها على المستشفيات، مشيرا إلى أن كميات التوزيع اليومي تتراوح بين 40 ألف لتر و60 ألف لتر وبحسب الطلبيات المتواجدة، مضيفا أن توفر الشاحنات الكبيرة التي لا يمكن أن تحتويها بعض المستشفيات، وهو ما يتطلب الاستعانة بشاحنات اصغر توفرها بعض المؤسسات الخاصة.
كما أعلنت وزارة الصناعة الصيدلانية في الجزائر، عن ارتفاع إنتاج الأوكسجين من 120 ألف لتر إلى 500 ألف لتر يوميا، والاتفاق مع القطاع الخاص لإنتاج أكثر من 100 ألف لتر إضافي، وبوهران دشن الأسبوع الماضي مصنع لمادة الأوكسجين سيتولى تغطية حاجات مستشفيات غرب البلاد، كما كلّفت الحكومة الجزائرية شركة سوناطراك باقتناء شاحنات نقل الأكسيجين تحسباً لرفع الإنتاج الذي سيبلغ خلال السداسي الأول من السنة المقبلة 800 ألف لتر يوميا، كما تعهدت الحكومة بوضع خريطة صحية لإنتاج الأوكسجين وتوزيعه على المستشفيات في مختلف ولايات الوطن وخصوصا المناطق الأكثر تضررا.