عبد المالك باباأحمد
يتواصل عرض الفيلم الوثائقي “جزائر اسمك مكتوب بدمي” للمخرجة، رزيقة مقراني، بـ “سينيماتاك” عنابة طيلة الأسبوع، وذلك في إطار عروض الأفلام السينمائية المنتجة احفاء بستينية الاستقلال المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون عن طريق المركز الجزائري لتطوير السينما في كل القاعات التابعة له على مستوى الوطن.
وعرفت السينيماتاك أول أمس العرض الأول للفيلم الوثائقي في ظل حضور جماهيري محتشم لم يتعد الـ 15 شخصا، يبرز الفيلم دور العنصر النسوي في دعم الثورة الجزائرية من خلال عدة أدوار حساسة على غرار الاستخبار والاستعلام، الدعاية، التمريض، العمليات الفدائية، إيصال الرسائل وتوفير الدعم المادي والمعنوي.
وعرض الفيلم الذي يدوم ساعة و 12 دقيقة مزيجا متجانسا من المشاهد التمثيلية والصورة التاريخية والوثائق بالإضافة إلى الشهادات الحية من المجاهدين الذين عايشوا عظمة الثورة، و آراء الباحثين والخبراء في التاريخ الثوري للجزائر.
ومن بين الأسماء التي ساهمت في إثراء هذا الفيلم الوثائقي، رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، المؤرخ فؤاد سوفي، المجاهدة، زهرة ظريف، العقيد يوسف الخطيب، المجاهد سعدي ياسيف، المجاهدة بن مليكة حليمة مرشيدة، الباحثة جارية بنت ناجي كشير، أرملة الشهيد علي ملاح سعيدة لبديري والمجاهد قايد طاهر.
وتميز بعرض المهام التي مارستها المرأة الجزائرية من أجل دعم الثورة، حيث ساهمت الأخيرة في عدة مجالات، ولعل من أبرز الشهادات التي تميز بها الفيلم هو الشهادة في الشهيدة حسيبة بن بوعلي “التي كانت تبكي بكاء مريرا لأن القيادة الثورية تسلمها قنبلة واحدة لزرعها في كل مرة .. وكانت تطالبهم مرارا وتكرارا بزيادة عدد القنابل”.
وتضمنت الشهادات كذلك استذكارا لمواقف مأساوية من قبل المجاهدتين الطاعنتين في السن، “نا زهرة” و”نا جيدة” اللتين كانت شهادتهما محفوفة بدموع الحزن والأسى لما مارسه المستدمر الفرنسي من تعذيب وتنكيل بالمرأة الجزائرية المناضلة.
ويشار إلي أن عنابة طيلة هذه التظاهرة المعنية بعرض الأفلام السينمائية المنتجة احتفاء بستينية الاستقلال عرضت العديد من الأعمال الثورية الملفتة للنظر على غرار فيلم “التحدي الكبير” الذي يروي قصة سكان إحدى القرى الواقعة على الساحل الجزائري، الذين هجروا من طرف “الأقدام السوداء” إلى أحد الشواطئ الصخرية بالمنطقة وهي إشارة إلى اقتلاع المستوطنين للسكان الأصليين من جذورهم والاستيلاء على الأرض، إلا أن ذلك لم يقتلعهم من هويتهم فرغم إقصائهم من قريتهم إلا أنهم حافظوا على هويتهم ويتجلى ذلك من خلال حضور الأغاني والأهازيج الشعبية على مدار الفيلم.
ويشار إلى وزارة الثقافة والفنون الجزائرية قد سخرت في وقت سابق كل الإمكانيات والجهود لدعم المشاريع السينمائية وترقيتها، حيث فتحت في الـ 7 من شهر أوت 2022، باب الترشح أمام مؤسسات الانتاج السينمائي التي ترغب في ترشيح مشاريع أفلام قصيرة ووثائقية جديدة بغرض الاستفادة من الدعم العمومي، على مستوى مديرية تطوير الفنون وترقيتها بالوزارة، حيث انتقت لجنة خاصة مشاريع سيناريوهات ،سواء كانت إبداع أو اقتباس من أعمال أدبية جزائرية، ذات الموضوع المرتبط بتاريخ الجزائر.
وتم تحديد مدة استقبال المشاريع بـ30 يوما، ليتم بعدها تمديد آجال استقبال المشاريع السينمائية إلى تاريخ 19 سبتمبر 2022 من أجل إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المترشحين لإيداع أعمالهم، حيث تم استقبال 107 مشرارع موزعة على 68 مشروع فيلم وثائقي و39 مشروع فيلم روائي قصير.
تم بعد ذلك تنصيب لجنة مكونة من خبراء ومختصين في مجال السينما للدراسة والانتقاء، حيث كانت الشروط واضحة بخصوص المشاريع المستبعدة مسبقا، كالتي استفادت من دعم لعمل في نفس الجنس في إطار المشاريع المدعمة لاحتفالية ستينية الاستقلال، والملفات غير الكاملة، إذ عملت اللجنة على قراءة وتقييم المشاريع طيلة 60 يومًا، ليقع الخيار على 06 أفلام وثائقية بقيمة مالية وصلت إلى 11 مليار سنتيم ، و11 فيلما قصيرا بقيمة مالية وصلت إلى ما يقارب الـ 16 مليار سنتيم.
وحازت كل المشاريع التي تم اختيارها على رأي إيجابي من لجنة قراءة المشاريع السينمائية والسمعية البصرية المتعلقة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطنية.
وتختتم فعاليات العروض السينمائية التي قد انطلقت شهر جويلية يوم 2 سبتمبر مع فيلم “همسات الفجر” للمخرج كمال رويني، وشهدت الفعاليات عرض كل من فيلمي “زئير الظلام” للمخرج أحمد رياض ، و “إعدام” للمخرج يوسف محساس شهر جويلية، فيما شهدت بداية شهر أوت عرض فيلم “الشهيد إبراهيم بن يطو” للمخرج، عبد الحميد أكتوف و “التحدي الكبير” بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي “جزائري اسمك مكتوب بدمي”.