وردة قانة
عالجت، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، جناية تكوين جمعية أشرار والسرقة المقترنة بظروف الليل والتعدد واستعمال العنف والتهديد، المتهم فيها المسمى “ب.أ.إ” الذي ذكر اسمه في جناية السرقة باستعمال العنف والتهديد ومحاولة القتل العمدي التي ارتكبها المسمى “ع.ل.س” ضد الضحية “ب.ذ.ص” الذي يعمل شرطيا، حيث أصدرت هيئة المحكمة حكما ببراءة “ب.أ.إ” من التهم المنسوبة إليه، فيما تمت إدانة المتهم “ع..ل.س” في جلسة سابقة.
حيث تعود وقائع القضية إلى تاريخ 6 مارس 2015 في حدود الساعة السادسة صباحا، أين تلقت المناوبة المحلية لأمن دائرة الحجار مكالمة هاتفية، مفادها تعرض عون الشرطة “ب.ذ.ص” للاعتداء بسلاح أبيض بينما كان في طريقه إلى محطة نقل المسافرين بسيدي عمار من قبل أحد الأشخاص، أين تم التنقل على الفور لمكان الحادث وتم تحويل الضحية على جناح السرعة لمستشفى الحجار، كما تم توقيف المشتبه فيه “ع.ل.س” الذي كان يقود مركبة من نوع “بيجو اكسبار”، وتم تحويله إلى مقر أمن الدائرة ولكونه كان في حالة سكر تم إخضاعه للجهاز الخاص بالكشف، حيث كانت النتيجة إيجابية ليتم سحب عينة من دمه لتحليلها.
وبسماع الضحية “ب.ذ.ص” أكد أنه بتاريخ الوقائع على الساعة الخامسة صباحا، عندما خرج من منزله متجها إلى موقف سيارات الأجرة بحي سيدي عمار مركز للتوجه لمقر عمله بمطار رابح بيطاط بصفته شرطي يعمل هناك، وفي طريقه توقفت أمامه سيارة من نوع “بيجو اكسبار” يقودها المدعو “ع.ل.س” وكان في حالة سكر جد متقدمة مستعملا فرملة قوية، فطلب منه الكف عن النظر إليه بحدة محاولا النزول من سيارته والاعتداء عليه بالضرب إلا أن مرافقيه “ب.أ.إ” و”م.ح” تدخلا ومنعاه من ذلك، كونهما أخبرا السائق بأن الضحية يعرفانه وهو من أبناء الحي فأكمل سيره وبمحاذاة مضخة المياه القريبة من مقر الشرطة لحق به على متن سيارته رفقة صديقه وحاول استدراجه للتشاجر معه، طالبين منه الركوب معهم لإيصاله إلى مقر عمله وعندما رفض طلبهم انصرف.
وبعدها لحقوا به أمام مركز البريد وقد لاحظ أن أحدهم كان بحوزته عصا من معدن الألمنيوم، غير أنه تبين فيما بعد أنه “سيف” وقد طلب منه السائق من جديد إيصاله لمقر عمله غير أنه رفض وواصل سيره ليلحق به بعد ذلك المدعو “ع.ل.س” لوحده على متن المركبة وبيده سلاحا أبيض ودون سابق إنذار قام بالاعتداء عليه ووجه له عدة طعنات، فأصيب بجروح على مستوى كفي يديه اليمنى واليسرى وفخذه الأيسر وعلى مستوى وجهه ثم حاول إدخاله إلى السيارة وإركابه عنوة غير أنه لاذ بالفرار واستنجد بأحد سائقي سيارات الأجرة، غير أنه رفض أخذه إلى مقر الأمن ليلجأ إلى أحد المقاهي هناك وطلب من النادلين هناك الاتصال بالشرطة فأخبراه بأنه ليس بحوزتهما رصيد هاتفي، أين استطاع بعدها الاتصال بمصالح الأمن التي حضرت على الفور وتم نقله إلى المستشفى.
وبعد عرضه على الطبيب الشرعي سلمت له شهادة طبية تفيد بعجزه عن العمل لمدة 30 يوما، كما أكد التقرير الطبي وجود جروح على مستوى يده اليمنى أصابت أصابعه الثاني والثالث والرابع والخامس بجروح عميقة استدعت خضوعه لعملية جراحية، وجرح على مستوى الأذن اليسرى بطول 8 سم وجرح على مستوى إصبع يده اليسرى، وعند سماع المشكو منه “ع.ل” اعترف باعتدائه على الضحية دفاعا عن نفسه كون الضحية قام بشتمه وحاول الاعتداء عليه فتشاجر معه، مؤكدا أنه كان بمفرده في حين أنكر “ب.أ” و”م.ح” و”ر.ع.ع” و”ع.ح” جميع التهم المنسوبة إليهم.