يكتبه: خميسي غانم
ما صدمني فيما تم حجزه لسيء الذكر ومن معه “طحكوت” من مركبات فاخرة ووسائل الترفيه التي كانت في عهد العصابة حكرا على فئة نالت الحظوة والجاه والنفوذ دون غيرها، كيف تسلق “طحكوت الجزار” و”حداد الخضار” هذا السلم في ظرف وجيز ومن كان يقف وراء هؤلاء وغيرهم ممن يتقاسمون صفة الجهل، وسلمهم عجلة القيادة ليصبحوا الآمرين والناهين والمتحكمين في الكثير من المؤسسات، تقرر ما يقررون وتنفذ ما يأمرون، بل أن هؤلاء الجهلة النافذين الذين لا يملكون إلا المال تسببوا في أضرار بليغة لغيرهم من الصادقين الذين نجحوا في تحييدهم من مناصب القرار وكانوا يقررون مصيرهم في “فيلات” مغلقة وجلسات مشبوهة لم يتركوا فرصة فيها لخصومهم النزهاء الوطنيين حتى للدفاع عن أنفسهم ودحر أكاذيبهم وألاعيبهم.
ومن المؤسف جدا أن يتمكن هؤلاء الجهلة من إطارات أثبتوا الوفاء والالتزام للدولة بعد أن أبعدوهم باستعمال سلاح الفساد والمال القذر ولا يؤلم هؤلاء الرجال إلا أن يجدوا أنفسهم في ميزان واحد مع الذين لا يملكون العقول والتفكير، وكل رصيدهم ما حصدوه من أموال بطرق أقل ما يقال عنها أنها خارقة للقانون ومستنزفة لمقدرات الشعب وثرواته.
وما يؤلم هؤلاء الرجال أنهم أبعدوا من جهلة المال دون الاستماع إليهم والدفاع عن أنفسهم، ومن المؤسف أيضا أن تلك العصابة لم تكتف بصناعة “طحاكيت” و “حدادين” على المستوى المركزي فحسب، بل صنعت الكثير من الجهلة ومن مختلف القطاعات في كل الولايات تقريبا، فكم من والي استنسخ “طحكوت” و”حداد” على المستوى المحلي ومده بالمشاريع الكاذبة وأصبحوا بذلك أثرياء بعد أن كانوا حفاة، بل وتسببوا في هلاك وبطرق مختلفة العشرات من خلق الله بالألاعيب والوشاية الكاذبة واستعمال النفوذ والرشوة في اتجاهات مختلفة للإيقاع بالشرفاء وخير دليل على ذلك تورط العديد من الولاة في قضايا الفساد وبعضهم يقبع في السجون، والجزائر الجديدة اليوم بقيادة الرئيس تبون تعمل جاهدة على تصفية هذا الإرث الثقيل.