ج.ن /واج
دعا باحثون أثريون إلى “توفير الحماية الأمنية بالمواقع والحظائر الأثرية” عبر الولايات كإجراء أساسي “لتجنب تخريبها”، مطالبين بالعمل في نفس الوقت على تحسيس المواطنين بأهميتها الثقافية والتاريخية وتوعيتهم بضرورة المحافظة عليها.
وفي ختام الملتقى الدراسي حول حفظ وترميم الممتلكات الثقافية يوم الثلاثاء الماضي، بالجزائر العاصمة شددت الأثرية بمتحف تيبازة والمواقع الأثرية بولاية تيبازة التابعة للديوان الوطني لاستغلال وتسيير الممتلكات الثقافية المحمية، حميدة رابح، على ضرورة توفير “أكبر عدد من الحراس” لحماية الموقع الأثري الروماني بتيبازة، المصنف ضمن التراث العالمي لليونسكو منذ 1982، و”توفير الحماية في نفس الوقت لهؤلاء الأعوان من خلال توفير العناصر الأمنية من شرطة أو درك”.
ولفتت المتحدثة إلى “حادثة تعرض عون أمن بالموقع لاعتداء قبل ثلاث سنوات” من طرف مجموعة من الشباب المنحرف، مضيفة أن هؤلاء “لا يعتدون فقط على أعوان الحراسة والزوار وإنما أيضا يخربون الآثار ويشوهون المكان بتصرفاتهم واعتداءاتهم ..”، مشددة في نفس الوقت على أن “توفر الأمن يشجع المواطنين على زيارة هذه المواقع”.
وأوضحت الأثرية أن “أغلب عمليات التخريب تتم في الليل”، مذكرة في هذا الإطار بحادثة تخريب طاولة جنائزية بهذا الموقع في مايو الماضي.
ودعت من جهتها الأكاديمية والباحثة الأثرية سهيلة كردين إلى “توعية المجتمع بالأهمية الثقافية والتاريخية” التي يتميز بها هذا التراث المادي و”ضرورة حفظه بدء بالأسرة” وهذا من خلال “عمليات التحسيس وبمشاركة جميع أفراد المجتمع”.
وعرف اليوم الأخير لهذا الملتقى تقديم العديد من التوصيات الموجهة لوزارة الثقافة والفنون أبرزها التأكيد على إجبارية إنجاز المخططات الأمنية تحت إشراف الوزارة الوصية وإنشاء “مركز وطني لصيانة وترميم الموروث الثقافي”.
ودعا المشاركون أيضا إلى دمج الكفاءات المحلية في اتفاقيات الوزارة مع المؤسسات الأجنبية في مجال الصيانة والترميم وكذا تكوين لجنة وطنية متكونة من مختصين في الصيانة والترميم والحفظ لتكوين إطارات في مجال التراث المادي.
كما أوصوا بتوفير فرص العمل للشباب المتخرج من معهد علم الآثار وهذا بدمجهم في المؤسسات الثقافية الخاصة بالآثار ومختلف المشاريع في هذا المجال والتابعة للوزارة.
وحضر فعاليات هذا اليوم الأخير لهذه التظاهرة، المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، مديرو ومسؤولو متاحف وكذا أكاديميون وباحثون أثريون بالإضافة إلى محافظي التراث ومهندسين أثريين ومرممين.