د/ السبتي سلطاني
ما أحدثه جمال بلماضي في المنتخب الوطني كذلك رائع بكل المقاييس، فالفرق بين المنتخب الذي دخل تصفيات مونديال روسيا 2018 والمنتخب الحالي واضح للغاية ولا يمكن أن يتجاهله إلاّ من كان في قلبه شيء من كبر أو حقد أو حسد.
كنّا بالأمس القريب لا نقوى على مجابهة منتخبات في الدرجة الثالثة في إفريقيا وننهزم أمام منتخبات لا تمتلك أدنى التقاليد الكروية، ومنذ مجيء الكوتشبلماضي تغير كل شيء، وبات المنتخب يواجه أعتى منتخبات إفريقيا دون حسابات، وصارت الفرق التي كانت تشكل حجر عثرة في وجه منتخبنا تنهزم أمامه بالرباعية والسداسية والثمانية، فما الذي تغيّر رغم أنّ العديد من الكوادر ما زالت في صفوف المنتخب الوطني ؟
ما طرأ على المنتخب الوطني لا يتعلق بمستوى اللاعبين الموجودين على ذمة الناخب الوطني، بل يعود بالأساس إلى شخصية الرجل الأول على العارضة الفنية والذي بات يقود كتيبة حقيقية لخوض شتى الصعاب في أدغال إفريقيا وبروح انتصارية لا مثيل لها، ومن تابع مباراة البارحة أمام بوركينافاسو في اللقطة الذي خرج فيها بن ناصر وتم تعويضه بالمدافع بدران يدرك تلك الروح الانتصارية التي تحدثنا عنها، حيث تابعنا ذلك الحوار القوي بين بلماضي وكل من بلعمري ومحرز وفغولي، حوار يكشف بكل وضوح ما بثه الناخب الوطني في لاعبيه من حب للألوان الوطنية، ورغبة جامحة في تحقيق الانتصارات.
عموما رغم ما واجهه بلماضي من معوقات مفتعلة من هنا وهناك إلا أنّه ظل صامدا قويا كالطود الأشم لا تهزه الرياح وتلك لعمري صورة مصغرة لكل جزائري حر أصيل… تحياتي.