يكتبه: خميسي غانم
اليوم هو يوم الحسم في مصير ومستقبل الانتخابات المحلية في الجزائر، واختيار هذا السبت سيحدد نوعية المجالس التي ستتولى إدارة الشأن المحلي في البلاد لمدة نصف عقد، وهو ما يتطلب من الناخبين التدقيق في القوائم وحسن اختيار الأفضل والقادر على النهوض بالمجالس المنتخبة وتحسين مستواها وتحقيق أهدافها في التنمية والعناية بالإطار المعيشي للمواطن، وهنا الناخب يتحمل مسؤولية كبيرة في إقصاء كل الرداءات، خاصة تلك التي سبق اختبارها وامتحانها في العهدات والمجالس السابقة، وأنهت عهدتها بلا لا شيء يذكر.
وأخص بالذكر هنا الوجوه الفاسدة التي جعلت من تلك المجالس مجرد معبرا وجسرا لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب الوطن والمواطن وأفرطت في الممارسات المشينة والفاسدة وتحملت جزءا من المسؤولية فيما وصلت إليه جل البلديات، وساهمت في تدني وإهمال وسوء تسيير وإدارة وتركت خلفها محيطا بيئيا متعفنا، وساهمت في تدني الخدمة العمومية، وقضت جل وقتها في البحث عن الاستفادة من الصفقات والعبث بالقوانين والتنظيمات والتنازل عن الأملاك العمومية وممتلكات البلديات دون أدنى تأنيب للضمير، وأخلت بعهودها ومواثيقها في الحملات الانتخابية للناخبين والمواطنين وأعطتهم بالظهر بمجرد أن وصلت إلى مفاصل المجالس.
وعليه، فإن المواطن والناخب على وجه الخصوص أن يتحمل مسؤولية حسن اختياره بإبعاد تلك الممارسات عن المجالس، ولن يكون ذلك إلا بإبعاد الذين تورطوا فيها من الوجوه “المحروقة” والفاسدة، وأن لا يبيع صوته ومستقبل الأجيال القادمة بورقة من ألف أو ألفي دينار، أو كيس من السميد أو دلو من الزيت، لأن قيمة المواطن والوطن أكبر من ذلك بكثير، والتورط في كذا سلوكات هو حالة من العبث لا يمكن أن تغتفر وللناخب والمترشح على السواء.
وعليه، فيا أيها المواطن عليك بحسن الاختيار حتى لا تتفرغ في العهدة القادمة إلى التظلم والشكوى من سوء الأداء وانفلات الأوضاع في المجالس المنتخبة لأن صوتك أمانة.