طائرتان “كنادير” تشاركان في إطفاء حرائق جبل بني صالح

 

نبيل .ب

وصلت أمس، عند الثانية زوالا طائرتين من نوع “كنادير” إلى جبل بني صالح ببوشقوف بقالمة، أين شرعت في إطفاء الحرائق المهولة التي أتت على مساحة شاسعة من الثروة الغابية على مدار 4 أيام متواصلة، ألسنة اللهب التي أتت من حدود ولاية الطارف، تعتبر الأعنف منذ عقود طويلة، حيث لم تستطع الجهود الكبيرة لمصالح الغابات والحماية المدنية والجيش والمواطنين السيطرة على تلك الحرائق نظرا لصعوبة التضاريس بالمنطقة وانعدام المسالك المؤدية إلى الحرائق،تلك الطائرات التي انتظرها أهل المناطق نظرا للخسائر الفادحة التي تتعرض لها محمية بني صالح التي تتوفر في جزئها المنتمي إلى قالمة على 4667 هكتار تابعة لإقليم ولاية قالمة، والتي تم تصنيفها كمحمية طبيعية طبقا للقرار 2234 بتاريخ 30 ديسمبر2015،وتتوفر على أصناف من الأشجار عالمية ونادرة على غرار أشجار الفرنان التي تنتج أجود أنواع الفرنان،جدير بالذكر أن طائرات “كنادير” تزودت بالمياه لإطفاء تلك الحرائق من سدود ولايتي قالمة وسوق أهراس.

وحسب حصيلة مؤقتة فإن غابات بني صالح التي تتميز بغطاء نباتي كثيف، قد خسرت خلال 4 أيام ما يفوق 2500 هكتار من المساحات الغابية ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة في ممتلكات القاطنين بمحاذاة الغابة وكذا الخسائر الكبيرة في الأيل البربري المهدد بالانقراض نتيجة الصيد الجائر من جهة والحرائق المهولة التي تسببت في فقدان الكثير من رؤوس هذا الحيوان النادر.

كما وصل الرتل المتحرك لمكافحة الغابات التابع للحماية المدنية لولاية قسنطينة، إلى جبال بني صالح للمساهمة في جهود إطفاء الحرائق المندلعة منذ مساء الثلاثاء الماضي، حيث أتت ألسنة النيران على الأخضر واليابس قادمة من ولاية الطارف.

والي قالمة كان قد زار المنطقة أول أمس، ووقف على الجهود المبذولة لإطفاء الحرائق المهولة التي من الصعب جدا إطفاؤها نظرا لطبيعة التضاريس بالمنطقة والرياح الحارة وارتفاع رجات الحرارة ،مع قلة الإمكانيات لاسيما الخاصة بالوصول إلى وسط المناطق الجبلية لانعدام المسالك،التي باتت أكثر من ضرورة لحماية ما تبقى من الثروة الغابية التي كل سنة تخسر منها المنطقة مساحات شاسعة، لاسيما وأن محمية بني صالح تتوفر على أصناف نادرة من الأشجار والحيوانات خاصة منها الأيل البربري،الذي هو قيد الانقراض بسبب الحرائق التي تسبب في مقتل أعداد كبيرة منه.

من جهة أخرى أشرفت السلطات المحلية على انطلاق قافلة مساعدات عاجلة إلى بجاية تضم أطنان من المواد الغذائية والطبية المتمثلة أساسا في المياه المعدنية والأدوية والأغطية والأفرشة ومختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك.

القافلة انطلقت من مقر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بعاصمة الولاية، وكان والي الولاية ومديرة التجارة ومدير النشاط الاجتماعي والتضامن، مؤكدين على ضرورة الوقوف إلى جانب الإخوة في ولايتي بجاية وتيزي وزو،حيث شاركت بعض الجمعيات والهلال الأحمر والمحسنين ومتعاملين اقتصاديين في تحضير هذه القافلة.

جدير بالذكر أن شباب الفجوج كانوا قد نظموا قافلة تضامنية نحو بوشقوف تضم مواد غذائية ومياه معدنية،وذلك من أجل مساعدة رجال الحماية المدنية والدرك والأمن والجيش والمواطنين في التصدي للنيران المشتعلة منذ 3 أيام على مستوى محمية بني صالح،والتي فقدت الكثير من المساحات الغابية جراء حرائق مهولة قادمة من الطارف، أين لا يزال المتدخلون في عين المكان لإخماد الحرائق التي صعبت من مهمة إطفائها درجات الحرارة المرتفعة والتي فاقت 45 درجة إلى الرياح الجنوبية الحارة والجافة، وصعوبة المسالك.

وتجدر الإشارة إلى أن قافلة تضامنية أخرى كانت قد انطلقت الخميس إلى مناطق الطارف التي تعرف حرائق مهولة منذ أيام،حيث أشرف شباب على إيصال تلك المساعدات إلى المواطنين المتضررين بفعل الحرائق المندلعة بالطارف والتي تسببت في خسائر مادية كبيرة للسكان المحاذيين للغابة،كما أتت على مساحات هامة من الثروة الغابية التي تعيش أسوأ سنواتها بفعل الحرائق والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة،حيث تشير التوقعات إلى استمرار موجة الحر وتسجيل درجات حرارة فوق الـ42 درجة إلى غاية غدا الأحد،الأمر الذي سيصعب من إخماد تلك الحرائق،كما أن هذه الموجة من الحر والتي تشهدها المناطق الشمالية تعد الأطول منذ سنوات،حيث أن درجات الحرارة فاقت المعدل الفصلي لمدة 10 أيام متتابعة.

مقالات ذات صلة

شبكة مخدرات خطيرة في قبضة أمن العاصمة

sarih_auteur

تفكيك عصابة خطيرة تستهدف سائقي “يسير” بوهران تحت التهديد بالسلاح

sarih_auteur

حجز قرابة 11 قنطار من الدجاج غير صالح للإستهلاك ببجاية

sarih_auteur