شعيب بوسلامة
بالأمس كان حلما، واليوم بات حقيقة، عنابة على بعد أيام فقط من احتضان بطولة أفريقية للمحليين “شان 2023″، وتجسد فعلا هذا الحلم بفضل تحد رفعته السلطات المحلية ونجحت من خلاله أن تعيش عنابة عرسا إفريقيا على مدار 23 يوما (من 13 جانفي إلى غاية 04 فيفري 2023)..
عنابة أصبحت جاهزة لاحتضان “شان 2023″، حيث ستستضيف 7 مباريات خاصة بالمجموعة الثانية والتي تضم منتخبات الكونغو الديمقراطية، أوغندا، السينغال، وكوت ديفوار، بالإضافة إلى مباراة ربع النهائي.
ملعب 19 ماي تحفة حقيقية
أجمع كل من شاهد ملعب 19 ماي 1956 بحلته الجديدة، أنه بات تحفة معمارية رياضية، فريدة من نوعها على المستوى الأفريقي، سواء من ناحية موقعه الاستراتيجي، أو من ناحية أرضيته التي تصنف رقم 1 في أفريقيا، وهذا ما جعله يختلف عن سائر الملاعب الأخرى.
وعلاوة على هذا تزود الملعب العنابي بالعديد من المرافق الجديدة، في صورة المقاهي والمطعم، ومنصة الصحافيين، وكذا قاعة الندوات الصحفية، والعديد من المعايير الجديدة، على غرار موقف ركن السيارات الذي يتسع لـ 5 ألاف سيارة التي اشترطها الاتحاد الأفريقي قبل بداية أشغال ترميمه، وانبهر به مؤخرا، تجدر الإشارة إلى أن أرضية الملحق لمركب 19 ماي1956، تواكب التطور الحاصل على مستوى الملاعب العالمية.
السلطات رفعت التحدي ونجحت
سابقت السلطات المحلية لولاية عنابة الزمن، وردت عن المشككين في قدرة الولاية رقم 23 في احتضان كأس أفريقيا للاعبين المحليين مطلع العام المقبل، وفي ظرف ستة أشهر بات رابع أكبر ملعب في الجزائر جاهز لاحتضان التظاهرة الأفريقية، كم اقتربت ولاية عنابة من الوصول إلى الجاهزية التامة على مستوى المرافق الأخرى.
قبل شهر عن بداية الموعد الأفريقي، وعلى الرغم من كمية الانتقادات والتعليقات السلبية على مجال فترة الترميم بمناسبة الشان، إلا أن صناع القرار في الولاية كسبوا الرهان، وردوا في الميدان في انتظار الفوز بشهادة الامتياز في نهاية الدورة الأفريقية في الـ4 فيفري.
الكرة في مرمى الأنصار والسكان
بجاهزية ملعب 19ماي 1956، والمرافق العمومية والسياحية، رمت السلطات المحلية لولاية عنابة الكرة في مرمى المجتمع العنابي للمساهمة في إنجاح التظاهرة الأفريقية، خاصة وأنه معروف على الشعب العنابي بأنه عاشق للكرة المستديرة.
ولا يختلف اثنان في كون مدينة “العناب” معروفة بحسن الضيافة، وهي قبلة للسياح على مدار العام، علما أن هيبون مدينة تاريخية، وهو ما خول لها الظفر بشرف احتضان كأس أفريقيا للاعبين المحليين.
وبهذه المناسبة سيتعرف العالم الأفريقي على الجمهور العنابي وطريقة تشجعيه في المباريات، ولو أن المنتخب المحلي لن يلعب في عنابة، إلا أن لمسة الجمهور العنابي ستكون حاضرة في “الشان”.
لديها الخبرة الإفريقية
تملك مدينة عنابة الخبرة اللازمة لمثل هكذا مواعيد وتحديات أفريقية، فبعد أن أبهرت إفريقيا سنة 1990 بمناسبة احتضان الجزائر لكأس أفريقيا والتي توج بها المنتخب الوطني.
بعد شهر من الآن تبحث ولاية عنابة على موعد مع تحد جديد، لتؤكد به أنها دائما ما تكون على أهبة الاستعداد وعلى قدر المسؤولية، مهما كانت نوعية التحدي، واستطاع ملعب 19 ماي 1956، أن يخطف عقول عشاق كرة القدم في أفريقيا حينذاك، وهو الآن على أتم الجاهزية، لكتابة تاريخ جديد، سيبقى محفورا في تاريخ هذه الولاية.
“الشان” بروفة تحضيرية لـ “الكان”
سيكون العرس الأفريقي المصغر الذي ستحتضنه الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 13 جانفي إلى 4 فيفري، بمثابة مقدمة للعرس الأكبر واحتضان كأس إفريقيا 2025 بدلا من غينيا الاستوائية، وتقدمت الدولة الجزائرية بطلب رسمي لاحتضان “الكان”.
وسيكون ” شان” الجزائر بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الجزائر على احتضان أكبر منافسة على المستوى الأفريقي، وستوجه أنظار الاتحاد الأفريقي مصوبة نحو الولايات الأربعة المعنية باحتضان “الشان”، وفي حال نجحت الجزائر في هذا الاختبار فستفوز بشرف تنظيم كأس أفريقيا، علما أن المنافسة على أشدها بين دول المغرب ونيجيريا والبنين الذين أبدوا نيتهم في الترشح لاستضافة “الكان”.
عنابة بحاجة إلى تنظيم كان 2025
يبدو أن ولاية عنابة بحاجة ماسة لفوز الجزائر باحتضان كأس أفريقيا 2025، من أجل تحقيق قفزة نوعية على مستوى جميع المجالات، واللحاق بركب الولايات المتطورة، فكما استغلت الباهية وهران فرصة احتضان الألعاب المتوسطية تريد عنابة استغلال ذات الفرصة، من أجل النهوض بالقطاع الصناعي والسياحي وتحسين مختلف المرافق والمعالم العنابية، وستستفيد عنابة في حال فازت الجزائر بشرف احتضان كأس أفريقيا بالعديد من الامتيازات، وهذه فرصة كبيرة لا يجب أن تمر مرور الكرام.