منتخبون يستفيدون من محلات الرئيس بعد ظهور نتائج المحليات
ابتسام بلبل
في فضيحة مدوية عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية 27 نوفمبر الماضي، كشفت مصادر “الصريح” أن رئيس بلدية عنابة المنتهية عهدته تلاعب في منح شهادات الاستفادة لمحلات “الرئيس” على مستوى حي 500 مسكن بحي الأبطال، بمنحها لأقارب منتخبين بعد التأشير عليها بطريقة غير قانونية .
وفجر أحد المصادر الخاصة، قضية التلاعب التي قام بها رئيس بلدية عنابة المنتهية عهدته ومنتخبون سابقون تواطؤوا في عملية منح قرارات الاستفادة من هذه المحلات بطريقة غير قانونية.
حيث أكدت عملية التوقيع على وثيقة منح قرارات الاستفادة من المحلات الخاصة بدعم تشغيل الشباب التي أقرها رئيس الجمهورية السابق، والتي سٌميت بـ”محلات الرئيس” لغير أهلها عشية الانتخابات المحلية، وانتهاء صلاحياته على رأس المجلس الشعبي البلدي بتاريخ سابق، فيما كان المنتخبون المحليون للعهدة السابقة قد سلموا أختام البلديات لمصالح الولاية بتاريخ 25 نوفمبر الماضي، حسب مصادر مؤكدة.
وأكد مصدرنا، أن المعني قام بمنح قرارات الاستفادة من محلات “الرئيس” بحي الأبطال لأبناء وزوجات منتخبين سابقين بغير وجه حق، من بينهم زوجة عضو سابق بالمجلس الشعبي البلدي ورئيس لجنة تنفيذية، فيما قام بمنح أحد المحلات لشخص من عائلة رئيس أحد القطاعات الحضرية ببلدية عنابة، فيما تم إقصاء من هم أحق بالاستفادة من هذه المحلات التي كانت كفيلة بالقضاء على مشاكل الشباب البطال بالحي، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن هم دون عمل قار لممارسة نشاطاتهم ضمن إطار قانوني،
من بينهم مستفيدون سابقون من رخص استغلال مساحات من الأملاك العمومية لوضع أكشاك متعددة الخدمات منحت لهم من طرف المجلس الشعبي البلدي الأسبق، فيما سحبت منهم لأسباب غير واضحة من طرف رئيس المجلس البلدي السابق مقابل وعود بمنحهم محلات بحي الأبطال، دون الوفاء بوعوده، ليبقى هؤلاء يتخبطون في مشاكل لم تنته لحد كتابة هذه الأسطر.
ورغم تعليمات وزارة الداخلية القاضية بمنح محلات “الرئيس” لذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الحرف وذوي الحقوق إلا أن المنتخبون المعنيون قاموا بالتحايل على القانون ومنحها لغير مستحقيها.
وسبق وأن راسل شباب حي الأبطال والي ولاية عنابة، ذكروا فيها أنهم تقدموا بطلبات عديدة على مستوى مصالح بلدية عنابة وتم دراسة ملفاتهم التي استوفت كل الشروط الإدارية، كما أنهم لم يستفيدوا من إعانة الدولة ويمارسون نشاطات تجارية غير قارة.
واشتكى المعنيون عديد المرات وعبر وقفات احتجاجية نظموها أمام مقر الولاية للمطالبة بمحلات “الرئيس” والمقدر عددها بـ 50 محلا ظلت مغلقة لأزيد من 15 سنة، دون أن يستفيد منها أي شخص لحد توزيعها بهذه الطريقة غير القانونية.
كما نددوا بالأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها خاصة فيما يتعلق بالتشغيل، حيث ناشدوا الوالي التدخل العاجل لإيجاد حل لمطالبهم الممثلة في حصولهم على محل تجاري على مستوى حي الأبطال 500 مسكن، وهذا في إطار محلات “الرئيس” التي تماطلت مصالح البلدية في منحها لمستحقيها سابقا، فيما وزعت بطريقة “مشبوهة” و”فاضحة” عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية، حسب مصادرنا الخاصة.
لتنتهي عهدة المجلس البلدي السابق بفضيحة مدوية من العيار الثقيل عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية والولائية، وسط عديد التساؤلات وعلامات الاستفهام.
من جهتها “الصريح” قامت بالاتصال برئيس البلدية السابق هاتفيا، للاستفسار عن القضية إلا أن تكرار المكالمات لم يكن كاف للرد عليها من طرف المعني، كما حاولنا أيضا الاتصال برئيس دائرة عنابة، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا الهاتفية أيضا.
فيما تبقى القضية للمتابعة من طرف الجهات المختصة، للتحقيق في قضية التلاعب والخروقات القانونية الصارخة التي ارتكبها منتخبون بمنحهم شهادات الاستفادة من المحلات لأشخاص يشتبه في كونهم لا يتوفرون على الشروط القانونية للاستفادة،
إلى جانب أنهم تربطهم صلة قرابة مع منتخبين بالمجلس البلدي بعنابة وهو ما يتنافى مع شروط منح تلك المحلات، ويعد تلاعبا بمصالح المواطنين، ما يؤدي إلى إغراق البلدية في مشاكل لا منتهية ويؤجج غضب المواطنين ويعيق عمل المجلس البلدي الذي ستفرزه النتائج النهائية لمحليات السبت الماضي.