أريد أن أعود إلى قصة محمد سعيد معلم أحد أشبال المدرب نعناعة بعنابة الذي رمته “الحقرة” إلى اختيار الطريق الصعب، طريق الهجرة غير الشرعية ليغادر مدينته هذه وبلده مكرها، بعد أن صدت في وجهه كل الأبواب وعانى ما عانى من عدم الاهتمام والتهميش.
لقد ركب معلم قارب المجهول ليحقق في دار الغربة ما لم يتحقق له في هذه الولاية وفي هذا الوطن.
وفي الحقيقة فإن ولاية عنابة المشبعة بالذكريات الجميلة في عالم الرياضة لا تعد فيها المصارعة وهي واحدة من مدارسها العريقة الضحية الوحيدة، فعنابة تراجعت في الكثير من الرياضات ولم يعد يحتفى فيها مثلا برياضة كرة القدم والتي هي واحدة من أكثر الرياضات الشعبية في الأحياء والازقة والشوارع.
ونسينا فيها الفرحة التي كان يصنعها فريق حمراء عنابة في السبعينات ولم تعد كرة القدم العنابية قادرة على إنجاب الأبطال كعلي عكوي وبوفرماس وبوعديلة وهلالي وعلي مسعود ورابط وغيرهم، لم نعد نسمع بمدرسة الملاكمة التي أنجبت الأبطال ووضع لبنتها عمي الساسي الله يرحمه، لم تعد الدرجات ملكة كما كانت، تراجعت كرة اليد ولم يعد لكرة السلة حرارة كما كانت.
لم يعد في هذه المدينة مدرسة لا للتجديف ولا للمبارزة بالسيف.
لم يعد في عنابة الفرق الصغيرة ذات السمعة الكبيرة كالسبيطار والجيباك والنجمة.
مع الأسف ونقولها بحسرة فقد قضوا على كل شيء جميل في هذه الولاية.