لا ترقيات عقارية على أنقاض الفيلات بعد اليوم بعنابة

في مذكرة لوزير السكن تحصلت “الصريح “على نسخة منها 

زكرياء أوديني

 في مذكرة تحمل رقم 01 مؤرخة في 07 نوفمبر 2021 مذيلة وموقعة باسم وزير السكن، تحصلت “الصريح” على نسخة منها طالب، طارق بلعريبي بوضع حد لفوضى العمران في الوسط الحضري التي وصفها بغير المقبولة والمؤثرة سلبا على البيئة الحضرية وعلى نوعية حياة المواطنين، في إشارة إلى انتشار ظاهرة إقامة الترقيات العقارية على أنقاض البنايات الفردية والفيلات في المناطق الحضرية.

واتهم بلعريبي في مذكرته جهات فاعلة بالوقوف خلف هذه الظاهرة المشينة، والتي تسببت في إختلالات عمرانية وعدم التماسك والتناغم المعماري، والتي مردها حسبه وجود ممارسات غير شرعية والتحايل على القانون في استخدام الأراضي لغرض زيادة هامش الربح، مستغلة في ذلك غياب الرقابة الصارمة والتأخر في تحضير الملفات واستغلال ثغرة عدم رد الجهات المختصة المكلفة بإصدار رخصة البناء، وهي ممارسات لها تداعيات خطيرة على صورة مدننا ويجب مكافحتها بكل الوسائل وتتطلب الاحترام الصارم للقانون وتعبئة الموارد البشرية للتدخل السريع يقول بلعريبي، والذي شدد في السياق على مدراء التعمير والهندسة المعمارية والبناء على الامتثال بشكل صارم لهذه التوجيهات عند تحضير جميع طلبات رخص البناء لمشاريع الترقيات العقارية أو البنايات الجمعية لاسيما تلك الواقعة بالقطاعات الحضرية، وعليه فلا ترقيات عقارية حسب بلعريبي تكون خارقة لأحكام مخطط شغل الأراضي أو الذي تجاوز مرحلة التحقيق العمومي المطالب احترامها بالكامل،كما أن البنايات الفردية يجب أن يراعى في هدمها دفتر الشروط الخاص بالتجزئة وأدوات التعمير السارية، والقواعد العامة للتهيئة والتعمير، ويترتب عن عدم احترامها رفض طلب التهديم ولسد الثغرة طالب بلعريبي الشبابيك الوحيدة الفصل في طلبات رخص البناء في الآجال المحددة، وكل هذه الأهداف تتطلب المراقبة الصارمة من قبل الجهات المعنية.

وتعد عنابة واحدة من الولايات المتضررة من ظاهرة انتصاب الترقيات العقارية في المناطق الحضرية، خاصة على مستوى الأحياء والشوارع التفرعات الرئيسية عل غرار شارع أول نوفمبر ومصطفى بن بولعيد و”السانكلو” و”فالماسكوت” و “شابوي”، وهي مناطق شاهدة على فوضى العمران والترقيات العقارية العشوائية في هذه الولاية،ب عد تنامي ظاهرة انتصاب ترقيات عقارية يتخطى عدد طوابقها أحيانا الـ 10 طوابق وأغلبها شيد على أنقاض فيلات قديمة ذات طابع عمراني مميز يعود إلى الحقبة “الكولونيالية” مما أدى إلى تشويه تلك المناطق طبيعتها الجمالية، ورغم شكاوي المواطنين المتعددة فإن الأمر لم يفلح وتواصل تجاوز أرباب الترقيات العقارية بتواطؤ من جهات إدارية رخصت لها بإقامة أبراج خارقة لمخطط شغل الأراضي، ومختلف أدوات التعمير، في حين كان يفترض أن تخصص مساحة لهؤلاء المراقين العقاريين في التجمعات السكنية الجديد كذراع الريش والكاليتوسة، علما أن الانتصاب العشوائي للترقيات العقارية خاصة بالجهة الشمالية تسبب في عدم تناسق البنايات مع وجود فيلات راقية أنجزت مباشرة بجنبها أو أمامها آو بخلفها عمارات متعددة الطوابق، وهو ما خلف استياء السكان الأصليين الذين يعود إقامة بعضهم إلى أكثر من 50 سنة، قبل أن تحجب عليهم حتى أشعة الشمس، مما جعل بعضهم يفكر جليا بيع عقاره بعد أن فقد قيمته المادية، وهنا المتهم الأكبر هو مدرية التعمير ومصالح البلدية والشباك الوحيد ككل، جراء عدم مراعاة المادة 5 من قانون التعمير رقم 04/11 الذي يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية ويؤكد على إخضاع نشاط الترقية العقارية في مجال التصميم والتهيئة والبناء إلى القواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء والمحددة في التشريع المعمول به، فلا يمكن إقامة مشروع عقاري يتناقض مع مضمون مخططات التهيئة والعمران والمصادق عليها قانونا مع التشديد على احترام ارتفاع البنايات في المناطق الحضرية لارتفاع البنايات المجاورة، وفي هذا السياق أكدت جهات رسمية لـ “الصريح” تلقيها العديد من الشكاوي، خاصة على مستوى شارع مصطفى بن بولعيد تطالب بالتدخل لإعادة النظر في ترقيات عقارية أنجزت بمحاذاة سكنات فردية للمواطنين وأفرزت عدم تناسق البنايات وتدهور إطارهم المعيشي وحجبت عليهم الشمس، وقد تعيد مذكرة وزير السكن الأمور إلى نصابها بعنابة .

مقالات ذات صلة

سكان الفوضوي بحي بوحمرة يطالبون بفتح تحقيق حول ملفاتهم الضائعة منذ سنوات

سارة معمري

مصلحة الاستعجالات الطبية بالعيادة متعددة الخدمات في سيدي عاشور تدخل حيز الخدمة

سارة معمري

عنابة.. تدشين المركز الصحي الجديد ببلدية الحجار

سارة معمري