إيمان . ل
تكللت مجهودات مديرية الشؤون الدينية الأوقاف وبمساهمة مختلف الفعاليات و الشخصيات الاجتماعية في الميلية، من استرجاع مدرسة “محمد خطاب الفرقاني” التي تم تصنيفها وقفا إسلاميا قبل أن يتم الاستيلاء عليها من أحد الخواص قصد تحويله لممارسة نشاط خاص.
القرار تم تنفيذه الأربعاء الماضي، بحضور محضر القضائي مكلف تنفيذ والخبير العقاري المكلف بتحديد الأرضية الوقفية، بمعية وبحضور نائب رئيس البلدية ومدير المصلحة التقنية للبلدية والمدير الفرعي للتجهيزات العمومية، أين وضع معالم القطعة الأرضيّة بواسطة مادة الصبغة والقضبان الحديدية، في انتظار انطلاق البلدية في عملية إخلاء الأرضية من المحتويات.
ويتمثل الوقف هذا، في مدرسة قرآنية تابعة لمعهد “عبد الحميد ابن باديس” بقسنطينة وكانت قبل ذلك منزل من 16 غرفة بمدينة الميلية لكن بسبب تخصيصه لممارسة أفعال مخلة بالحياء واستغلاله من طرف المستعمر الفرنسي لبث الرذيلة والفاحشة في المجتمع، أدى بالشيخ محمد خطاب الفرقاني سنة 1948 لشرائه وتحويله إلى مدرسة تبنتها جمعية العلماء المسلمين الذي كان يرأسها آنذاك الشيخ العلامة “محمد البشير الإبراهيمي”.
وشهدت المدرسة عدة مناورات من طرف المستعمر لتوقيفها غير أن غيرة الرجال على الهوية الجزائرية جعلتها تعود في كل مرة إلى دورها التربوي والعلمي، إلى غاية سبعينيات القرن الماضي، أين تم غلقها نهائيا بعد فتح مدرسة ابتدائية ومتوسطة بالقرب من الموقع، وتحويلها إلى وقف غير أنه مع مرور الوقت تم الاستيلاء على هيكل المدرسة وتحويله استثمار خاص قبل تدخل الجمعيات والأئمة وشخصيات ببلدية الميلية بمساعدة مديرية الشؤون الدينية التي استخرجت وثائق تثبت انتماء الهيكل الواقع بالقطعة الأرضية التي تحمل تسمية “الجزء 83”.
وفصلت المحكمة الإدارية بجيجل في القضية باسترجاع الوقف بناءا على وثائق تثبت ملكية القطعة الأرضية التي اشتراها الشيخ محمد خطاب بعقد موثق وبناءا على وثيقة مسح الأراضي مفصلة مستخرجة من المديرية الجهوية لمسح الأراضي بسطيف، والتي حددت بالتدقيق حدودها وهي جزء من قطعة أرضية تابعة لبلدية الميلية، حيث حاولت الجهات التي استولت على المعلم الديني والحضاري تعميم الموقع على قطعة أرضية بمساحة 8300 متر مربع تابعة اشترتها بلدية الميلية سنة 1906، غير أن التفصيل في مخطط الأراضي أثبت أن القطعة التي تحتضن الوقف جزء من تلك الأرضية اشترتها مواطنة من بلدية الميلية سنة 1932، والتي استغلتها لبناء منزل من 16 غرفة.
وبسبب شبهة استغلالها في أغراض دنيئة تم شراؤها من طرف العلامة و أصبحت تحمل اسمه وتحويلها إلى مدرسة لتربية النشىء واستبشر سكان بلدية الميلية بقرار استرجاع الوقف هذا والذي تزامن مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان وفي ظل الاستعدادات لاحتفالات يوم العلم المصادفة للسادس عشر من شهر أفريل.