لا يعلم المواطن العنابي وإلى غاية كتابة هذه السطور عن سبب القائمين على ملف التعمير في هذه الولاية على الانتهاكات اليومية لطبيعة النسيج العمراني والخرق الفاضح لمخطط شغل الأراضي، خاصة على مستوى الجهة الشمالية، أين تعتبر أحياء وشوارع السانكلو، فالماسكور، أول نوفمبر، ماجيستيك العليا والسفلى وشارع مصطفى بن بولعيد، أين تنامت ظاهرة قيام الترقيات العقارية المتعددة الطوابق، مما أدى إلى ضياع معالم حقيقية عرفت بها تلك الجهة، والتي يعود أغلبها إلى مرحلة ما قبل الاستقلال أي إلى الزمن الكولونيالي.
والغريب أن تلك الترقيات العقارية لم تراع حتى الطبيعة العمرانية لتلك الجهة، وأصبحت داخلها نشاز يفتقر حتى للجمالية التي يفرضها التنظيم الحضري للمدن.
ناهيك أن تلك الترقيات العقارية استحوذ بعضها على الفضاء العام، واستولى حتى على الأرصفة وحق الراجلين، كما صادر حق السكان الأصليين في التنفس، وتحولت تلك الترقيات إلى جدار يفصل أصحاب السكنات القديمة تماما عن محيطهم الخارجي.
ولم تنفع شكاوي هؤلاء إلى كل الجهات في استرجاع حقهم، بعد أن حجبت عليهم أشعة الشمس ودفعت بالكثير منهم إلى التفكير في بيع سكناتهم التي شيدت بمواصفات راقية قبل أن يستفيقوا بوجود عمارات بأكثر من 7 طوابق تجاورهم وتشوه المظهر العمراني والجمالي بتلك الجهة، دون الأخذ في الحسبان الأدوات المتعلقة بسياسة المدينة ومخطط شغل الأراضي، رغم أن القوانين تنص على أن لا يحق للبنايات المتواجدة في أجزاء المعمورة أن تتجاوز متوسط علو البنايات المجاورة، فمن المسؤول عن هذه الفوضى؟.