لا عودة لسفيرنا إلى باريس إلا حين تلتزم فرنسا بالاحترام الكامل للدولة الجزائرية.
التاريخ لا يسير بالأهواء ولا بالظروف .
حتي نحن لنا ما نقوله بشأن تاريخ الدولة الفرنسية.
الذي يمس الجزائر لا يذهب بعيدا .
كرامة الجزائريين لا تباع بمئات الدولارات واليوروهات .
5 ملاين و630 شهيدا يطالبون اليوم باستعادة حقهم .
جرائم الاحتلال الفرنسي للجزائر على امتداد 132 سنة لا يمكن أن تنسى أو تمحى من ذاكرة هذا الشعب .
كلمات قوية ومؤثرة تلك التي صدح بها الرئيس تبون في اللقاء الذي جمعه مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وهي تعيد الجزائريين إلى كلمات قوية قالها الرئيس الراحل هواري بومدين عشية تأميم المحروقات، حين سئل عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، فرد بلا تململ، بيننا وبين فرنسا أنهار من الدماء وجبال من الجماجم، وسنبقى الجرائم الفضيعة للاستعمار الفرنسي الممتدة طيلة 132 سنة منحوتة في ذاكرة الجزائريين وسيورثونها للأبناء جيلا بعد جيل.
ليؤكدوا لهم أن هذه الأرض الطبية تعرضت إلى استعمار مستبد وغاشم، وأن الجزائريين خاضوا من أجل استرجاع حريتهم وأرضهم، حربا دروسا وقدموا ثمنا ناهضا ليعيشوا أحرار وسادة فوق أرضهم، ومن حق الجزائريين قيادة وشعبا، المطالبة بإنهاء الوصاية الاستعمارية، وأن فرنسا المستكبرة عليها أن تعترف بالجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائريين والجزائريات، وعلينا اليوم أن نفعل قانون تجريم الاستعمار، وإنهاء كل ماله علاقة، وكان من النتائج التي ترتب عليها الاحتلال الفرنسي.
وعلينا أن نعيد النظر في هذا السياق، في لغتها التي شاخت ولم يعد لها مكانة في المشهد العالم، كما علينا أن نعيد النظر في ترتيب علاقاتنا الاقتصادية مع دول العالم، ولم يكون ذلك إلا بغلق الباب في وجه الشركات الفرنسية المفلسة، والتفتح على تجارب اقتصادية أخرى أكثر نجاعة ونفعية مما تقدمه الشركات الفرنسية، وعموما فإن خرجة الرئيس تبون في هذا السياق، أقل ما يقال أنها كانت مشرفة وموفقة، وفيها الكثير من المواقف الرجولية، التي هي من شيم الجزائريين.