يكتبه: خميسي غانم
تابعت كما تابع آلاف الجزائريين والي تيارت وهو في حالة غضب من مشهد السوق الذي أقامه التجار الفوضويون عند محطة نقل المسافرين بمدخل المدينة، وقال بوقرة وهو من الولاة المحترمين الذي يحظى كل الجزائريين لا سكان تيارت فحسب أنه لا يقبل أبدا أن تستقبل العاصمة التاريخية للدولة الرستمية زوارها بهذا المنظر الذي لا يليق لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، موجها كلامه لرئيس البلدية بلهجة صارمة وطالبه بالتحرك السريع لوضع حد لتلك الفوضى، وتساءلت حينها في قرارة نفسي.. هل من المنطق أن يثور الوالي في وجه المير من أجل التحرك للوقوف على حالة بلديته ورئيس البلدية هو الأولى بالوقوف عليها مادام انتخبه مواطنوها لمراعاة شؤونهم العامة وتحسين ظروف حياتهم وإطارهم المعيشي؟ وهي مسؤولية تفرض على رئيس البلدية النزيه القيام بكذا مهام تجعله يسابق الزمن لإنجازها حتى يكون وفيا للوعود التي قطعها على نفسه أمام ناخبيه وواجب الوفاء هذا يجعله يعمل ليلا نهارا متفقدا أحوال الناس وأوضاعهم وواقعهم، مما يجعله في حرب مفتوحة يحارب فيها تارة الأسواق الفوضوية وكل مظاهر الفوضى، ويسهر بنفسه على مشاريع التهيئة وتحسين وضعية الطرقات والأرصفة والإنارة والمساحات الخضراء والحفاظ على النظافة ومواجهة كل ما من شأنه أن يمس بالسكينة العامة للمواطنين الذين منحوه أصواتهم وأوصلوه إلى مقعد رئيس البلدية، تلك هي مسؤولية كل رئيس بلدية وطني ونزيه، أما المير الذي لا يرى في البلدية إلا غنيمة يحقق من خلالها المآرب والمصالح ويقترب بها من رجال المال والأعمال على حساب الغلابة من مواطنيه فلن يكون له الوقت للقيام بتلك الأمانة وتتحول إلى خزي في الدنيا وندامة في يوم القيامة، فرئيس البلدية الحقيقي في اعتقادي لا ينتظر توجيهات الوالي ولا يتحرك لينال رضاه ويضع مصلحة ناخبيه فوق كل اعتبار وحين يحيد عن هذا المسار يصبح أهلا لتوبيخ الوالي بل للدوس على رأسه بالحذاء المطاطي.