25 جنديا من خيرة أبناء الجزائر يستشهدون دفاعا عن مواطنين من الحرائق

مراسلون

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، استشهاد 25 جندي من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من 100 مواطن من النيران.

وجاء في منشور لرئيس الجهورية، عبر حسابه على فايسبوك” ببالغ الحزن والأسى، بلغني نبأ استشهاد 25 فردا من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بعد أن نجحوا في إنقاذ أكثر من مائة مواطن من النيران الملتهبة، بجبال بجاية وتيزي وزو.

أمام هذا الخطب الجلل، ننحني بخشوع أمام أرواح أبناء الوطن البررة..تعازيّ لكل أسر الشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون.

88 حريق بعدة ولايات

وسجلت المديرية العامة للغابات، خلال الساعة الأخيرة 88 حريق مندلع بعدة ولايات عبر الوطن، ومن بين الولايات الأكثر تضررا ولاية تيزي وزو بـ22 حريقا والطارف 13 حريقا، بجاية 12 حريقا، جيجل 09 حرائق.

فيما سجلت ولاية سكيكدة 08 حرائق وعنابة 05 حرائق وبومرداس 04 حرائق، وولايات البليدة والمدية وقالمة سجلت هي الأخرى 03 حرائق، أما ولاية سوق أهراس سجلت حريقان، فيما سجلت ولايات خنشلة، أم البواقي، سطيف وتبسة حريقا واحدا.

وارتفعت حصيلة الحرائق المندلعة إلى 14 وفاة وجرح 03 آخرين وخسائر مادية معتبرة، ناهيك عن خسائر طالت الغطاء النباتي والحيوانات والأشجار المثمر،  ووجدت عدة قرى نفسها محاصرة بألسنة النيران مجبرة العائلات على مغادرة منازلها ومخلفة جوا من الهلع.وقال محافظ الغابات لتيزي وزو أن الحرائق المندلعة منذ أمس هو عمل إجرامي.

وتسببت هذه الحرائق، في حالات وفيات في ولاية تيزي وز وسطيف. ويتعلق الأمر، بسيدة تبلغ من العمر 23 سنة بقرية آيت لحسن، ببلدية بني يني، وشخص “65 سنة” ببلدية بني يني، وشخص “52 سنة” بغابة قرية أيت بوهوني ببلدية عزازقة، وشخص 28 سنة بقرية تنغيشت ببلدية عزازقة وكذا شخص أخر بقرية إيفيغة ببلدية عزازقة، وشخص أخر توفي على مستوى المستشفى أصيب بحروق من الدرججة 3. كما تسببت هذه الحرائق، في وفاة شخص يبلغ من العمر 85 سنة بولاية سطيف ببلدية سيدي عبد العزيز. وأضاف البيان، إن هذه الحرائق تسببت كذلك في تسجيل العديد من الخسائر في الغطاء النباتي.

وأكدت المديرية العامة للغابات أنه تم حشد جميع الموارد البشرية والمادية التابعة لإدارة الغابات والحماية المدنية والجيش الشعبي الوطني لمحاربة هذه الحرائق، مشيدة بمشاركة المواطنين الملحوظة في إخماد الحرائق، لاسيما في ولاية تيزي وزو التي تضررت بشدة من هذه الحرائق.

من جهته قال المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية نسيم برناوي، أن الرياح وموجة الحر التي صعبت من مهمة الأعوان، غير أن وحدات الحماية المدنية تمكنت من إخماد 12 حريقا مهم بولاية تيزي وزو، كما تم تسخير 12 رتلا متنقلا ومابين 900 إلى 1000 عون حماية للسيطرة على الحرائق عبر مختلف الولايات.

وأوضح ذات المتحدث، أنه تم خلال الصبيحة تسجيل 33 حريقا وبعد ساعة ارتفعت الحصيلة إلى 41 بسبب الرياح وموجة الحر التي صعبت من مهمة الأعوان. غير أن وحدات الحماية المدنية تمكنت من إخماد 12 حريقا مهم بولاية تيزي وزو، كما تم تسخير 12 رتلا متنقلا ومابين 900 إلى 1000 عون حماية للسيطرة على الحرائق عبر مختلف الولايات.

هذا وسخرت المديرية العامة للحماية المدنية إمكانيات مادية وبشرية هائلة للإخماد هذه الحرائق لاسيما على مستوى ولاية تيزي وزو، وتم تزويد 12 رتلا متنقلا من الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل برتلين متنقلين، وبومرداس، وبرج بوعريرج، والبويرة، والمدية، وسطيف، والنعامة، والبيض وولاية تيزي وزو بـ3 ـرتال متنقلة، بالإضافة إلى تسخير مروحيتين من المجموعة الجوية للحماية المدنية، وكذا بتعداد مقدر بـ900 عون حماية مدنية بمختلف الرتب،  و200 شاحنة إخماد، وكانت عملية الإخماد الحرائق تحت قيادة المدير العام للحماية المدنية.

تيزي وزو الأكثر تضررا

ومن أكثر الولايات تضررا تيزي وزو التي شهدت، مساء أول أمس، حرائق مهولة شبَت في الغابات المحيطة بالمدينة، ودفعت الآلاف من السكان إلى مغادرة منازلهم، بينما اقتربت النيران من تجمعات سكنية كبيرة، كما تسببت في سقوط 4 قتلى على الأقل، ويتعلق الأمر بكل من آيت تودرت، أقبيل، آيت يحيى، أبي يوسف، ذراع الميزان، إيجر، إيفيعا، إفليسن.  من جهتها، كشفت الحماية المدنية الجزائرية، أن الحرائق التهمت مجموعة من البلديات في مدينة تيزي وزو بمنطقة القبائل،.

فيما أكدت المديرية الولائية للحماية المدنية أن عملية إخماد الحرائق مازالت متواصلة، مشددة على أنها جندت كل مواردها البشرية والمادية لتحقيق ذلك. ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الصور ومقاطع توثق الحجم المهول لهذه الحرائق التي أتت على عشرات الهكتارات من الغابات، كما وثقت أيضاً هلع وهرب المئات من تجمعات سكنية؛ مخافة إصابتهم بالنيران.

وفد وزاري يحل بتيزي وزو

من جهته أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس وفدا وزاريا يقوده وزير الداخلية والجماعات المحلية كمال بلجود، بالتنقل إلى ولاية تيزي وزو وتقديم واجب العزاء لعائلات ضحايا الحرائق. وعاين الوفد الوزاري الذي قاده وزير الداخلية كمال بلجود رفقة  كل من وزيري الفلاحة والتضامن والأسرة وقضايا المرأة حجم الحرائق التي تشهدها الولاية.وتوجه الوفد إلى آث يني البلدية التي عاشت ليلة مروعة ومرعبة إثر محاصرة الحرائق بعض القرى مخلفة قتيلين من بينهم فتاة.كما توجه الوفد إلى منطقة تاخوخت التي تسبب حريق مهول شب بها ليلة الاثنين إلى الثلاثاء في إغلاق الطريق جراء تساقط الأشجار المحترقة.واطلع الوزراء الثلاثة على الوضع قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية.

مستشفى دويرة وعيادة “باستور” تحت تصرف المصابين

كما أمر وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، بوضع  المستفى الجامعي للدويرة وعيادة باستور بالعاصمة تحت خدمة ضحايا الحرائق.

الحرائق تحاصر بلديات الطارف

وبولاية الطارف تدخلت مصالح الحماية المدنية أمس لاخماد عديد مواقد الحرائق والتي اندلعت بعديد المناطق بالنسيج الغابي، على غرار القالة، أين تدخلت الوحدة الثانوية مدعمة بالرتل المتحرك في حدود الساعة التاسعة صباحا لأجل إخماد حريقين قد نشبا من غابة منطقة الدريدرة و بن صريخ ببلدية السوارخ حيث سخرت للعمليتين 04 شاحنات إطفاء و 12 عون بمختلف الرتب.

كما اشتعلت النيران بالأحراش بحي الديوانة ببوحجار، وكادت ألسنتها تصل إلى ممتلكات المواطنين لولا تدخل الحماية المدنية التي سيطرت على الوضع ومواطنين هبوا لمساعدتهم وتمت السيطرة على الحريق الذي يجهل مصدره قبل حدوث الكارثة.

وببن مهيدي اندلعت النيران التي التهمت أحراش وغابات تابعة لاقليم الدائرة على غرار  قرية الحماوي وقرية لنياب وقرية سيدي قاسي وكبودة، حيث أتت النيران على الأحراش، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي، ومع الإرتفاع الكبير  لدرجات الحرارة التي تجاوزت 46درجة مئوية. وقد تدخلت عناصر الحماية في محاولة لإخماد 4مواقد حريق أخرى بكل من دوار الشفاشفة ببلدية شيحاني، كدية الفرس ببلدية العيون، صابونة بلدية رمل السوق و أم علي بلدية الزيتونة . وحسب خلية الإعلام والاتصال بمديرية الحماية المدنية فان عملية الإطفاء ما زالت متواصلة لحد كتابة هذه الأسطر.

الجيش يتدخل لإجلاء المواطنين من الحرائق بسكيكدة

تدخلت مصالح الحماية المدنية لولاية سكيكدة نهار أمس لأكثر من 15 منطقة متفرقة، شبت بها النار بكل من بلدية الحدائق، بوشطاطة، تمالوس، عين قشرة، عزابة، الزيتونة والقل، وكان أكبر حريق بمنطقة طمر بببلدية بوشطاطة، حيث شارك في عملية الإطفاء، وإجلاء المواطنين وممتلكاتهم وإبعادها عن ألسنة اللهب، كل من  فرقة التدخل السريع بالمنطقة الصناعية سوناطراك، وبمشاركة عدة مفارز للجيش الوطني الشعبي، محافظة الغابات والكثير من المتطوعين من الجمعيات والمواطنين، تحث إشراف والي الولاية عبد القادر بن سعيد. هذا وخلفت هذه الحرائق خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين، خاصة حريق بوشطاطة، والذي تم تسجيه به خسائر كبيرة في الأشجار المثمرة والإسطبلات. كما خلفت الحرائق التي سجلتها سكيكدة أمس بالمناطق الأخرى خسائر في الثروة الغابية على غرار احتراق عشرات الهكتارات من الصنوبر الحلبي بجبال بيسي في عزابة، واحتراق عدد كبير جدا من أشجار البلوط في الجهة الغربية للولاية والمعروفة بهذه الشجرة الغابية.

خسائر كبيرة تكبدها فلاحون في حرائق قالمة

قالمة هي الأخرى، تشهد  منذ أول أمس موجة حرائق كبيرة نشبت بمناطق مختلفة من الولاية، والتي بلغ عددها 11 حريقا خلال يومين حرائق، وشملت أدغال،أحراش،أعشاب جافة،حصيدة وأشجار مثمرة بكل من مشاتي عين لحمام ببوحشان، القندولة بالركنية، لخيارة بحمام النبائل، لمدودة، أولاد كيموقات، أولاد عويسي ولكبابيس الفجوج، عين الصفراء بحمام النبائل، والمكان المسمى رأس الفج بالنشماية.

وأسفرت الحرائق عن خسائر في الثروة الغابية وخسائر مادية معتبرة للفلاحين والمواطنين القريبين من تلك الحرائق، حيث أحصت الحماية المدنية إتلاف  حوالي 38 هكتار أدغال و فلين متدهور، 26 هكتار أحراش و أعشاب جافة، و12 هكتار حصيدة، إضافة إلى 140 شجرة مثمرة، كما تم تسجيل هلاك 6000 صوص، 20 قنطار علف و800 حزمة تبن، فيما يبقى تقييم خسائر الحريقين المتبقيين برأس الفج بلدية النشماية وعين الصفراء بلدية حمام النبائل لاحقا في إطار لجنة خاصة للوقوف على الخسائر المسجلة بالتدقيق.

هذا وتواصلت الحرائق أمس، بقالمة مشتة عين الصفراء بحمام النبائل وعين زيتونة بالدهوارة بالإضافة إلى مشتة الكرابيط بالخزارة ومشتة قابل الكاف بالنشماية، التي تم بها إخماد الحريق لتتوجه الفرقة المختصة نحو مشتة المنشورة التابعة لعين الباردة بعنابة من أجل القيام بمهام الحراسة والحيلولة دون عودة النيران إلى المنطقة. يُذكر أن عمليات متابعة تلك الحرائق وإطفائها تتم تحت إشراف مدير الحماية المدنية بقالمة، وقد تم تسخير وحدات الجيش للمساعدة في عمليات الإطفاء التي زاد من انتشارها الرياح الجنوبية الساخنة والارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي فاقت عتبة الـ47.7 درجة تحت الظل،الأمر الذي يهدد الغطاء الغابي الذي يخسر كل سنة مساحات شاسعة بفعل تلك الحرائق.

بيان لوزارة الدفاع حول الحرائق

تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرائق، مساء أول أمس بكل من ولايات تيزي وزو بالناحية العسكرية الأولى وبجاية وجيجل وسطيف بالناحية العسكرية الخامسة،  للمساهمة، إلى جانب مصالح الحماية المدنية، في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية، وإجلاء المواطنين المتضررين بالقرى والمداشر المنكوبة.

وذكر بيان لوزارة الدفاع  بأنه تسخير كافة الموارد البشرية والمادية، على غرار آليات وجرافات من أجل شق مسالك في المناطق الوعرة ووقف زحف النيران. تجدر الإشارة أن وحدات الجيش الوطني الشعبي تبقى مجندة ومسخرة حتى السيطرة على جميع النيران.

الرئيس تبون يسدي تعليماته

وأكد الرئيس أن الجزائر تعيش محنة أليمة تضاف إلى المحن عاشتها هذه السنة، وجاء في منشور لرئيس الجمهورية، عبر صفحته الرسمية على فايسبوك “يعيش وطننا المفدّى، مرة أخرى، محنة أليمة تضاف إلى المحن التي عاشها هذه السنة.

وكما انتصرنا في المحن السابقة، سننتصر في هذه بحول الله”.

وتابع رئيس الجمهورية في منشوره “قلوبنا مع كل من يساهم في إخماد النيران، إذ أسدينا تعليماتنا لاتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل التحكم والسيطرة على الوضع”.

 

تونس ومصر والأردن تعزيان الجزائر

تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس  مكالمة هاتفية، من قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، وأعرب الرئيس التونسي عن تضامنه وتعاطفه مع الشعب الجزائري جراء الحرائق التي نشبت في عديد ولايات الوطن. مقدما تعازيه الخالصة لعائلات الضحايا، ومؤكدا استعداد تونس لدعم الجزائر بتوفير مروحية إطفاء متخصصة.
وبدوره شكر الرئيس نظيره التونسي على مشاعره النبيلة ووقوف الشقيقة تونس دوما إلى جنب الجزائر.

من جهتها أعربت وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين عن آخر التعازي وأصدق المواساة للجزائر الشقيقة. بضحايا حرائق الغابات التي تشهدها عدة ولايات في البلاد وأسفرت عن تسجيل وفيات وإصابات، وحسب بيان للسفارة، فقد أكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله على الفايز، وقوف وتضامن المملكة مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والتعازي لذوي الضحايا والشفاء العاجل للمصابين.

كما أعربت جمهورية مصر العربية عن تعازيها ومواساتها للجزائر حكومة وشعبا، ولذوي ضحايا الحرائق التي اندلعت بعدد من الولايات، وأسفرت عن وفيات. وتؤكد مصر في بيان لوزارة الخارجية “وقوفها التام إلى جانب الجزائر الشقيقة في هذا الحادث الأليم، مُعربة عن صادق تمنياتها بأن يَمُنَّ الله بالشفاء العاجل على المُصابين”.

مقالات ذات صلة

الجزائر تنضم رسميا إلى التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر بناميبيا

sarih_auteur

الوزير الأول بالنيابة يترأس اجتماعا وزاريا مشتركا

sarih_auteur

مجابهة مخاطر الكوارث والتدخل في حالات الطوارئ.. الجزائر تستعرض آفاق التعاون مع الصين

sarih_auteur