في عمق بلدية عين الكرمة الحدودية التابعة لولاية الطارف، وتحديدًا في مشتة الستاطير، تتجسد يوميًا صورة واقع صعب يعيشه أكثر من ألف ساكن وجدوا أنفسهم في عزلة شبه تامة بسبب طريق ريفي متدهور لم يعد صالحًا للاستعمال.
هذا المسلك الترابي، الذي يمتد على مسافة 3 كلم بين المستوصف المحلي وحدود بلدية بوحجار، تحول من وسيلة ربط حيوية إلى سبب رئيسي في معاناة السكان وتعطيل شؤون حياتهم. فالطريق الذي يفترض أن يكون منفذًا للعائلات أصبح اليوم رمزًا للعزلة التي تحاصرهم. فخلال فصل الشتاء يتحول إلى طين يمنع مرور المركبات ويزيد من صعوبة الحركة، لتصبح أبسط التنقلات اليومية مهمة شبه مستحيلة، خاصة في الحالات الصحية الطارئة.
ويعتمد سكان مشتة الستاطير بشكل أساسي على الفلاحة وتربية المواشي كمورد للعيش، إلا أن أوضاع الطريق أثرت بشكل مباشر على نشاطاتهم الاقتصادية، فالموالون كثيرًا ما يتجنبون دخول المنطقة، ما أدى إلى ركود تجاري في بيع وشراء المواشي. معاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد بل يجدون صعوبة في توفير مستلزمات الحياة اليومية بسبب المسلك المهترئ، ما يزيد من تهميش المنطقة.
ورغم أن مطالب السكان بسيطة وواضحة، إلا أنها لا تزال في انتظار الاستجابة، فهم يطالبون بتسجيل مشروع عاجل لتهيئة الطريق وتعبيده وفق المقاييس لضمان فعاليته وديمومته، باعتباره الشريان الوحيد الذي يربطهم بالمحيط الخارجي. كما يجددون دعوتهم للسلطات من أجل ربط منازلهم بالغاز الطبيعي، خصوصًا مع برودة الطقس الشديدة التي تعرف بها المنطقة خلال الشتاء، الأمر الذي يجعل اعتمادهم على الحطب أو قارورات الغاز أمرًا مرهقًا ومكلفًا.
سكان مشتة الستاطير يأملون اليوم في التفاتة جدية من السلطات المحلية وعلى رأسها بلدية عين الكرمة، لإدراج مشروع تهيئة الطريق ضمن برامج التنمية المحلية، ورفع الغبن عن مئات العائلات التي طال انتظارها لتحسين ظروف عيشها ووضع حد لعزلة طال أمدها، كذلك بالنسبة لربط سكناتهم بالغاز الطبيعي، هذه المادة الحرارية الضرورية لحياتهم اليومية.
أم دوادي الفهد
