انطلق الملتقى الوطني للأولمبياد الخاص الجزائري بالمركز الوطني لتكوين الموظفين المختصين ببئر خادم في الجزائر العاصمة، بحضور مندوبي وأعضاء الأولمبياد الخاص من مختلف ولايات الوطن، وذلك في إطار التحضير لانطلاق الموسم الرياضي 2025/2026.
وقد افتتح الملتقى رئيس الجمعية الرياضية الوطنية للمعاقين ذهنيًا – الأولمبياد الخاص الجزائري، شربال رضوان، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية هذا اللقاء كخطوة محورية تهدف إلى توحيد الرؤى ووضع أرضية عمل مشتركة تسمح بالتحضير الجيد لموسم رياضي ناجح، كما عبّر عن شكره العميق لمدير المركز الوطني لتكوين الموظفين المختصين، أكروم عادل، على الترحاب والدعم المتواصل الذي يقدمه المركز لفائدة أنشطة الأولمبياد الخاص الجزائري وشهد الملتقى تقديم عروض مفصلة عن حصيلة نشاطات الأولمبياد الخاص خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2025، حيث تم استعراض مختلف البرامج التي استفاد منها الرياضيون من ذوي الإعاقات الذهنية وعائلاتهم، في مجالات الرياضة والصحة والتوعية.
وأظهرت هذه العروض مدى المجهودات المبذولة والنتائج الإيجابية المحققة ميدانيًا، سواء من حيث عدد المستفيدين أو جودة الأنشطة المقدمة. وتم خلال هذا اللقاء وضع الخطوط العريضة لبرنامج الموسم الرياضي الجديد، مع التركيز على التحضير للألعاب الوطنية التي ستحتضنها ولاية سعيدة في الفترة الممتدة من 20 إلى 23 أكتوبر 2025.
وتناولت النقاشات مختلف الجوانب التنظيمية واللوجستية التي من شأنها إنجاح هذه التظاهرة الكبرى التي تُعد من أهم مواعيد الموسم الرياضي الجديد وعرف الملتقى انضمام عدد من المندوبين الجدد من ولايات مختلفة، ما يعزز شبكة الأولمبياد الخاص الجزائري ويدعم جهود توسيع النشاط وتكثيف التمثيل المحلي عبر مختلف المناطق، كما نُظمت جلسات عمل وورشات مصغرة سمحت بتبادل الخبرات بين المندوبين، والتطرق إلى آليات تطوير البرامج المحلية وتعزيز التنسيق بين الفاعلين الميدانيين.
وتم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتكوين المستمر للمرافقين والمؤطرين، لا سيما في الجوانب النفسية والصحية، من أجل ضمان بيئة رياضية آمنة ومحفزة للاعبي الأولمبياد الخاص كما ناقش المشاركون أهمية بناء شراكات قوية مع المؤسسات التربوية والصحية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتوسيع قاعدة المستفيدين وضمان ديمومة الأنشطة.
وشددوا على أهمية إشراك العائلات في جميع مراحل البرامج، باعتبارهم شركاء أساسيين في مسار الدعم والمتابعة والمرافقة النفسية والاجتماعية للرياضيين.
وقد خلص الملتقى إلى جملة من التوصيات التي تم الاتفاق على ضرورة العمل بها خلال الموسم الرياضي المقبل، من أبرزها تفعيل آليات التقييم الدائم للبرامج والأنشطة، ضمان توزيع عادل للفعاليات على مستوى الولايات، تقوية التكوين والتأطير، والعمل على تكثيف الحملات التوعوية والإعلامية لتعريف المجتمع بأهداف ودور الأولمبياد الخاص الجزائري واختتم الملتقى بأجواء عائلية مميزة من خلال تنظيم أنشطة بدنية وترفيهية شارك فيها براعم الأولمبياد الخاص الجزائري إلى جانب أسرهم، في لحظات عكست روح الانسجام والفرح والانتماء.
وأكدت هذه المبادرة أهمية الرياضة كوسيلة فعالة لبناء جسور التواصل والدعم الأسري، وكأداة أساسية لإدماج الرياضيين من ذوي الإعاقة الذهنية في الحياة الاجتماعية والرياضية.
بهذا، يكون الملتقى الوطني قد شكّل أرضية قوية لانطلاقة موسم رياضي طموح، تتجسد من خلاله رسالة الأولمبياد الخاص الجزائري الهادفة إلى تعزيز الإدماج والكرامة والمساواة في الفرص، عبر الرياضة، لجميع الرياضيين من ذوي الإعاقة الذهنية في الجزائر.
نبيل. ب