أقدم، صبيحة أمس، سكان مشاتي بلدية الزيتونة بولاية الطارف على غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مقر البلدية، في حركة احتجاجية تعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون بسبب الوضعية الكارثية للطريق، وما يرافقها من تذبذب في النقل وانعدام أدنى ظروف التنقل اللائق.
وقام المحتجون بوضع الحجارة والمتاريس مانعين مرور المركبات، في خطوة أرادوا من خلالها إيصال صوتهم إلى السلطات المحلية والولائية بعد طول انتظار ووعود لم تُجسّد على أرض الواقع.
وعبّر السكان عن استيائهم العميق من الحالة المتدهورة للطريق الذي يُعدّ الشريان الوحيد الرابط بين مختلف المشاتي ومركز البلدية، مؤكدين أن عمليات الترميم التي باشرتها مصالح الأشغال العمومية مؤخراً لم تكن سوى حلول ترقيعية لا تُسمن ولا تُغني من جوع، حيث تم الاكتفاء بترميم بعض المقاطع المتضررة دون معالجة جذرية للمشكل الذي يتجدد مع كل تساقط للأمطار. كما وصف المحتجون هذه الأشغال بـ”الترقيعية” التي لا تتناسب مع حجم المعاناة التي يتكبدونها يومياً أثناء تنقلهم لقضاء حاجياتهم أو للوصول إلى المؤسسات التربوية والإدارية والصحية.
من جهة أخرى، لم يُخفِ السكان غضبهم من الوضع المزري لقطاع النقل الريفي، الذي زاد من حجم معاناتهم اليومية، خاصة بعد عزوف عدد من الناقلين عن العمل على هذا الخط نتيجة تدهور الطريق وصعوبة السير فيه. ورغم تدخل مديرية النقل التي خصصت حافلتين لتأمين الخدمة، إلا أن هذه الخطوة لم تُحقق الغرض المنشود، إذ ترافقت مع رفع تسعيرة النقل، الأمر الذي أثار موجة استياء واسعة بين المواطنين الذين اعتبروا أن التسعيرة الجديدة لا تتناسب مع القدرة الشرائية لمعظم العائلات القاطنة بهذه المشاتي النائية.
وطالب المحتجون السلطات الولائية بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم المستمرة، من خلال برمجة مشروع تهيئة شامل للطريق يضمن حلاً نهائياً للمشكل بدل الحلول المؤقتة، وكذا تنظيم النقل الريفي بما يضمن تغطية كافية واستقراراً في الأسعار.
الحركة الاحتجاجية التي عرفتها مشاتي الزيتونة صبيحة الأمس أعادت إلى الواجهة ملف الطرقات المهترئة في أغلب مناطق بلديات الولاية، والتي باتت من أبرز النقاط السوداء التي تؤرق يوميات المواطنين، في انتظار مشاريع تنموية جادة تضع حداً لمعاناة طال أمدها.
بقلم: أم دوادي الفهد