غياب الهياكل التنموية والبنايات الفوضوية تحاصر قاطنيها
أميرة سكيكدي
يعتبر حي الخروبة ورفاس زهوان التابعين لبلدية عاصمة الولاية من الأحياء الأكثر عزلة ومعاناة، حيث أن قطار التنمية المحلية لم يصل بعد إليهما، لانتشال أهليهما من كافة مظاهر التخلف وفك العزلة التي تحاصرهم منذ سنوات، رغم الموقع الاستراتيجي الهام الذي تحظى به المنطقتين، إلا أن سياسة التهميش والإقصاء المنتهجة في ظل عدم برمجة الجهات الوصية أدنى المشاريع التنموية حول واقع المنطقة إلى جحيم، وذلك حسبما أكده السكان خلال حديثهم مع “الصريح”.
استفحال ظاهرة تعدي صارخ على السياحة
استفحلت مؤخرا ظاهرة البنايات الفوضوية بالأحياء المذكورة، حيث يعرف حي الخروبة انتشارا رهيبا للسكنات الفوضوية والبيوت الهشة التي تعرف تزايدا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، وهو ما اعتبره الكثيرون تعد صارخ على العقار السياحي، بعد تحول المنطقة من موقع إستراتيجي هام لمختلف المشاريع السياحية، إلى مجرد مساحات للسكنات القصديرية والفوضوية، التي شوهت المناظر العامة للمناطق السياحية.
حيث أن معظم الشريط الساحلي يشهد انتشارا للبيوت القصديرية والأكواخ في مشهد كارثي، بعد استيلاء عديد الأشخاص على العقار وتشييد بناءات دون الحصول على تراخيص قانونية وهو ما يعد تعديا صارخا على العقار، وكل ذلك على مرأى ومسمع الجهات الوصية التي لم تقم بدورها في القضاء على هذه الظاهرة السلبية، لاسيما أمام مطالب السكان المتكررة لانجاز مشاريع تنموية في ظل جملة من النقائص التي يعيشون فيها على غرار المرافق والمحلات التجارية.
ومن جهة أخرى، فإن بعض العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية تم ترحيلها خلال سنوات سابقة، فيما رفضت عائلات أخرى ترحيلها من الحي والتنازل عن القطع الأرضية التي يشغلوها، أين طالبوا بتسوية وضعيتهم ومنحهم تراخيص قانونية.
غياب النقل الجماعي ينغص يوميات السكان
يشتكي سكان كل من حي رفاس زهوان المعروف بـ”طوش” وحي الخروبة المعروف بـ “لاكاروب”، من النقص الفادح في وسائل النقل الجماعي، ما جعلهم يعيشون في عزلة شبه تامة وصعوبة كبيرة في التنقل من والى وسط المدينة.
حيث استنكر المعنيون النقص الحاصل في الحافلات وانعدام سيارات النقل الجماعي رغم الكثافة السكانية الهائلة، خاصة وأن المنطقة تعرف توافدا كبيرا من مختلف الجهات كونها مناطق سياحية تستقطب الكثيرين.
وفي ذات السياق، طالب السكان بضرورة دعم المنطقة بمختلف وسائل النقل بالشكل المطلوب والكافي، خاصة سيارات الأجرة الجماعية التي شكل غيابها عائقا كبيرا أمامهم، أوقعهم ضحايا مركبات “الفرود” التي استنزفت جيوبهم، أين يستغل أصحابها ضعف النقل بالحي من أجل فرض منطقهم، مطالبين الجهات الوصية وعلى رأسها مديرية النقل بالتدخل لتدارك الوضع القائم وإنهاء معاناتهم مع المشكل المطروح.
نقص فادح في المحلات التجارية والملاعب الجوارية
استنكر سكان المنطقة عدم جدية المسؤولين في التكفل بمطالبهم وتحقيقها، جراء النقائص المسجلة التي لم يتم تداركها إلى حد الساعة، على غرار انعدام المحلات وقلة الحركة التجارية بالمنطقة التي تسببت في معاناة السكان لاقتناء مستلزماتهم وتغطية احتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية، أين أكدوا خلال حديثهم مع “الصريح”، أن انعدام المحلات التجارية يدفعهم للتنقل يوميا إلى الأحياء المجاورة ووسط المدينة لتغطية حاجياتهم، متسائلين عن أسباب عدم تزويدهم بأدنى الضروريات التي يحتاجها االمواطن.
كما ينتظر السكان التفاتة الجهات الوصية من أجل تحقيق مطلبهم الذي تحول إلى حلم، والمتعلق بانجاز ملعب جواري لفائدة شباب الحي الذين يضطرون في كل مرة للتنقل إلى الأحياء والبلديات المجاورة من أجل ممارسة الأنشطة الرياضية بينما يتوجه الأطفال للطرقات للعب، ما يثير خوف الأولياء على أبنائهم من التعرض للحوادث أثناء اللعب وهذا بسبب عدم وجود متنفس لهم أو فضاء مخصص يمكنهم من اللعب ويحافظ على سلامتهم.
الظلام الدامس يلازم السكان منذ سنوات
وفي الصدد ذاته، استنكر سكان حي رفاس زهوان والخروبة غياب الإنارة العمومية بأحيائهم، ما جعلهم يعيشون الظلام الدامس لسنوات عديدة، أين بات توفيرها أولى أولوياتهم، خاصة وأن غيابها طرح أمامهم عديد العراقيل وحول حياتهم إلى كابوس مرهق.
حيث أكد المعنيون لـ “الصريح”، أن غيابها تسبب لهم في معاناة مستمرة ومتواصلة كما عرض الكثيرين منهم لحوادث السرقة، ناهيك عن حوادث المرور التي تهددهم في كل لحظة، وسط تخوفهم من بقاء الوضع على حاله سنوات أخرى، مشيرين إلى المراسلات المرفوعة إلى الجهات الوصية للتدخل وإصلاح الأعطاب الحاصلة على مستوى شبكة الإنارة العمومية دون جدوى.
وأضافوا أن الأمر لا يتوقف عند مشكل الإنارة وإنما يتعداه إلى مشكل الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي تحول إلى كابوس يومي، حيث يعيش المواطنون على وقع الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، مؤكدين على الوضع المزري التي يعيشونه مع كل انقطاع خاصة مع استمرار لعدة ساعات تجبرهم على توقف مصالحهم، ناهيك عن تعرض مختلف الأجهزة للتلف والفساد، بسبب الحالة المتذبذبة التي يشهدها التيار الكهربائي.
وأشار المعنيون إلى الشكاوي التي رفعوها لمصالح سونلغاز من أجل تدارك الوضع والتي لم تلق أي رد، مؤكدين أنها لم تقدم أية حلول لإنهاء معاناتهم مع المشكل القائم.